10594.jpg

ليون زكي: استفيقوا أيها العرب!

آن الأوان كي تستفيقوا أخواني العرب والمسلمين من الأخطار المحدقة ببلدانكم والتي جلبها ما يدعى “الربيع العربي” إليكم والذي لم يحقق بعد ما يخطط له أعداء مستقبلكم الذي تطمحون للوصول إليه بقرابين شهدائكم ودمائكم الطاهرة.

بستار الحرية والديمقراطية واسقاط “الطغاة”، رسمت مشاريع هيمنة سخرت لها موارد ضخمة لتفتيت بلدانكم وإعادة رسم خرائط جديدة يسهل فيها السيطرة على مقدراتكم وإدارة شؤونكم وفق مفهوم “الكانتونات” التي تتنافى مع مبدأ الفيدرالية الغربية لطمس آخر أحلام يقظتكم وتوحدكم في وجه مشاريع التسلط والاستبداد الجديد وبشعارات زائفة.

أناشدك أن تتراصوا كالبنيان المرصوص أمام المصير الذي ينتظركم والذي لم يستنزف بعد عنفوانكم وجبروتكم ضد الأعداء وتراحمكم فيما بينكم، أناديكم وأشد على أياديكم وأستنهضكم بشيمكم وتاريخكم المجيد أن تبطلوا نبوءات استخبارات العم سام والتي تقول بأن “سورية لم تعد موجودة” و”العراق اختفى” أما “ليبيا ففي عالم النسيان” وكذلك “لبنان على طريق التفكيك”.

سورية بلدي موجودة عبر عشرة آلاف من التوثيق التاريخي الذي أشع حضارة على العالم لا خراباً وتدميراً، سورية مهد الأديان والأبجدية الأولى موجودة في قلب وضمير كل عربي ينشد التحرر والانعتاق من الأصفاد لا التقوقع والانكفاء في دوامة الجهل والقتل… سورية ستظل موحدة رغم أنف الحاقدين شاء من شاء وأبى من أبى.

العراق أرض الرافدين لم ولن يختفي لا من الخرائط ولا من وجداننا وتاريخنا العربي الزاخر بالإشعاع الحضاري والبطولات المجيدة، وليبيا عمر المختار لم ولن يغيبها النسيان وطواغيت العصر أما لبنان فإرادة مواطنيه ستمنع تفكيكه أو حتى نشوب أي حرب أهلية جديدة فيه بعدما اختبروا مصالح وحروب الآخرين على أرضهم.

صحيح أن ما مرّ ويمّر بكم لتخضع له رقاب الميامين ويثقل قلوب الجاسرين إلا انكم بمورثاتكم الحضارية وبعزيمتكم التي لم تنل منها السنون ستنتفضون على الظلم والحيف الذي لحق بكم وستحولون دون تقسيم بلادكم في سايكس بيكو جديدة سترسمون أنتم خريطتها ومعالمها ومستقبل وجودكم في هذه الأرض التي مرّ بها كل غزاة العالم وخابت ظنونهم بالبقاء فيها طويلاً.

الطائفية والعرقية التي سترسم بموجبها الحدود ليست من شيمنا، وفي حوزتنا أهم بدائل الصمود ألا وهي المقاومة ضد أطماع الغرب والمستعمرين الجدد وفوضاهم “الخلاقة” التي شتت أمرنا وأنهكت قدراتنا وأزهقت دمائنا. المصاب كبير لكنا سنظل على قدر المسؤولية التي وهبنا إياها الله كملتقى لحضارات العالم.

وطننا هذا من دون أن يتجزأ يتسع للجميع ويكفينا خمس سنوات من ثورات الربيع- الخريف العجاف المفبركة ما دامت نتائجها محسومة باتجاه التفتيت ومزيد من الحروب ومن الصراع الذي يجري تثبيت أسسه وقواعده للاستمرار في جوره وغيّه. ويحق لجميعنا وحدنا أن نرسم طريقة خلاصنا مما نحن فيه وملامح المستقبل الذي نبغيه وننشده، وإن غداً لناظره قريب.

scroll to top