قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس إن المسيحيين ملح هذه الأرض وسيبقون في أرضهم وبلدهم ومن أراد لهم أن يرحلوا عليه هو أن يرحل.
وأضاف سيادته، في كلمته خلال حفل الاستقبال الذي أقامته الطائفة الأرمنية لمناسبة أعياد الميلاد المجيدة في كنيسة المهد ببيت لحم، مساء اليوم الاثنين، “نحن هنا شعب واحد وأهل وأخوة، نعبد ربا واحدا ونعيش في وطن واحد ونحرص عليه، كلنا بنفس المستوى، لذلك عندما ظهرت بعض الأصوات التي تقول إنه لا بد أن تتخلص من المسيحيين وخاصة الأرمن، نقول لهم موتوا بغيظكم، سيبقى الأرمن في القدس وفي رام الله وفي بيت لحم”.
وقال الرئيس: “نحن نعاني الكثير من القتل والذبح اليومي، نحن ضد القتل وإسالة دم أي إنسان بغض النظر عن جنسه أو عرقه أو دينه، لذلك نحن نحرص على أي قطرة دم تخرج من أي إنسان”، مؤكدا أن “مقاومتنا ستبقى سلمية ولن ندعو لغير ذلك، وسنصبر وسنصمد على أرضنا”.
وفيما يلي كلمة سيادة الرئيس:
كل عام وأنتم بخير لأخوتنا وأشقائنا وأحبتنا الأرمن في فلسطين، وفي أرمينيا وفي كل العالم، نتمنى لكم أياما قادمة تحمل الخير والمحبة وتكون أفضل من هذه الأيام التي نعيشها.
نقول من خلالكم إننا بعثنا برسالة إلى فخامة الرئيس الأرمني ساركسيان ندعوه فيها إلى زيارة فلسطين ونتمنى أن يلبي هذه الدعوة.
هذه الفترة تتشابه في كثير من الأمور ونحن كلنا تعرضنا للقمع والإرهاب والهجرة، فكما هاجر الشعب الأرمني من بلاده إلينا ثم هاجر إلى مكان آخر نحن الآن نعاني الأمر نفسه، هاجرنا في الـ48 والآن اللاجئون في سوريا يهاجرون إلى البحر وإلى المنافي وإلى أماكن لا يعلم بها إلا الله، لذلك هناك نقاط تشابه كثيرة بيننا، نحن هنا شعب واحد وأهل وأخوة، نعبد ربا واحدا ونعيش في وطن واحد ونحرص عليه، كلنا بنفس المستوى، أنتم ونحن والجميع، لذلك عندما ظهرت بعض الأصوات التي تقول إنه لا بد أن تتخلص من المسيحيين وخاصة الأرمن، نقول لهم موتوا بغيظكم، سيبقى الأرمن في القدس وفي رام الله وفي بيت لحم، وسيبقى المسيحيون ملح هذه الأرض وسيبقون في أرضهم وبلدهم ومن أراد لهم أن يرحلوا عليه هو أن يرحل ولن يسمح له أحد .
نحن نعاني الكثير من القتل والذبح اليومي، نحن ضد القتل وإسالة دم أي إنسان بغض النظر عن جنسه أو عرقه أو دينه لذلك نحن نحرص على أي قطرة دم تخرج من أي إنسان.
ولذلك نحن نقول لأخوتنا وأهلنا نحن في حالة يأس وقنوط، ونعرف أن الأبواب مقفلة وأن القيادة الإسرائيلية تحاول أن تقفل كل الأبواب ولكن مقاومتنا ستبقى سلمية ولن ندعو لغير ذلك، وكل يوم لدينا 3 أو 4 شهداء بلا سبب ولا مبرر، ومع ذلك سنصبر وسنصمد على أرضنا.
سنتوجه إلى المجتمع الدولي من أجل توفير الحماية الدولية ومن أجل وقف الاستيطان ووقف كل الممارسات غير الأخلاقية وغير الإنسانية التي تمارسها إسرائيل ضدنا، وسنستمر في مساعينا لنيل الاعتراف بدولة فلسطين من كل دول العالم، والآن أصبح هناك أكثر من دولة والعديد من برلمانات العالم يعترفون بنا، وسيعرف العالم بأننا مظلومون وأن إسرائيل هي المعتدية، وعندما نتحدث عن الاستيطان فإن أوروبا كلها تقول إن الاستيطان غير شرعي ومنتجات المستوطنات غير شرعية.
هناك منظمات حقوقية ستعلن غدا عن رفضها للممارسات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية، نحن بالطرق السلمية والدبلوماسية سنصل إلى حقنا وسنبني دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل.