فيما يلي الكلمة المتلفزة لرئيس جمهورية أرمينيا السيد سيرج ساركيسيان بمناسبة العام الجديد وأعياد الميلاد.. الكلمة بثت قبل دقائق من ليلة رأس السنة الجديدة ونحن ننقلها لكم عن قناة رئاسة جمهورية أرمينيا على اليوتيوب. أما الترجمة العربية فهي نقلا عن وكالة آرمين بريس الأرمنية.
“أيها المواطنون الأعزاء،
بعد بضعة دقائق سنودع عام 2015. كانت السنة الفائتة مليئةً بالأحداث والتجارب. أحيينا ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية. إن الفعاليات المكرسة للذكرى المئوية للإبادة الجماعية الأرمنية وأحداث الذكرى كانت بإشتراك عموم الأرمن و غطت جميع أنحاء العالم. أعتقد بأن عام 2015 في المقام الأول سيبقى في تاريخ الأرمن كعام تقديس الضحايا الأبرياء. لقد شهدنا جميعاً هذا العام مظاهر الوحدة الوطنية النادرة و من خلال الجهود المشتركة والموقف اللائق أرسلنا رسالتَنا إلى العالم. أنا واثق بأن العام المقبل أيضاً ستواصل المنظمات الأرمنية والأفراد والمهجر بأكمله بالعمل جنباً إلى جنب من أجل أرمينيا وآرتساخ وجميع الأرمن.
إن العالم يعيش اليوم في ظروف صعبة. لسوء الحظ لم تجلب سنة 2015 تجميد الحروب، بل زادت التوترات في بعض الحالات واشتعلت بئر الحرب ولم تتوقف الأعمال الإرهابية غير الإنسانية في حصد حياة المدنيين الأبرياء في جميع أنحاء العالم. وفي هذا السياق أرمينيا عاشت سنة مليئة بالسلام والاستقرار ولا تزال تُعتبر واحدة من أكثر البلدان أماناً في العالم. لقد واصلنا تطوير بلدنا و قمنا ببناء الطرق والمنازل والمدارس والمستشفيات، حاملين في أذهاننا دائماً حلم تحقيق المزيد. وقد تميز العام الجاري في بلدنا بحدث هام آخر في المجال الحكومي- السياسي. لقد عدّلنا القانون الرئيسي وهو الدستور وأنا مقتنع بأننا معاً فتحنا الباب أمام الفرص الجديدة للتنمية السياسية والاقتصادية، فتحنا الباب ليكون لدينا بلد أكثر أماناً وأكثر حرية وأكثر انسجاماً.
في هذه الليلة الاحتفالية جرت العادة بأن نرفع نخب جنودنا فهم الدرع القوي الذي نعيش خلفه، نحن نثق بهم وهم أثمن شيء بالنسبة لنا. إن الخصم غادر وهذا ليس بالشيء الجديد، ولكن القوات المسلحة الأرمنية قوية كالمعتاد و القدرة القتالية للجيش الأرمني أعلى من أي وقت مضى.
نتمنى لجنودنا خدمة آمنة، لنتمنى السلام لبلدنا وللعالم أجمع. سندخل عام 2016 قريباً، وسنحتفل في السنة القادمة بالذكرى الخامسة والعشرين لاستقلال أرمينيا. لقد أصبحنا أحراراً ومستقلين منذ ربع قرن. من الصعب أن نتذكر المرة الأخيرة عندما كان بلدنا مستقلاً لمدة خمسة وعشرين عاماً، هذا يدل على أن الجيل الجديد الذي يتراوح أعماره بين 20-25 سنة، لن يكون لديه فكرة عن عدم وجود دولة مستقلة، فهو حر نفسياً و سياسياً.
هذه هي أرمينيا الجديدة والشابة وهي جاهزة لاستقبال أفكار جديدة ومتقدمة من العالم، وهي جاهزة لتقبّل ثقافة جديدة في العمل والحياة اليومية، لتعيش وتسير مع العالم الحديث. نحن ندخل عاماً جديداً بنظام سياسي جديد وبأمل جديد وإننا واثقون في يناء منزلنا على أساس صحيح. من المحتمل أن أرمينيا البالغة من العمر 25 عاماً ليست كما كنا نحلم بها، ولكن في هذه المرحلة هي مقام متين وضروري في تحقيق ذلك الحلم. أعزائي، تمنى لكم كل السعادة و الخير في عام 2016. عام سعيد و ميلاد مجيد”.