الحديث عن إمكانية بدء حرب شاملة بين روسيا وتركيا التي أسقطت القاذفة سو – 24 لم يعد يقتصر على أصحاب نظرية المؤامرة ومحللي الآرائك والخبراء الموثوق بهم في السياسة الدولية، فعلى سبيل المثال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن بلاده ستخترق المجال الجوي لسوريا، لكن في حال وجه الطراد “موسكو” أو “إس – 400″ ضربة للمخترق فستبدأ الحرب.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة “حرييت” التركية إن سقوط الطائرة الروسية بالقرب من الحدود السورية التركية جاء بمثابة القنبلة على جدول الأعمال السياسي العالمي، كما جاءت تصريحات كبار المسئولين الحكومين الروس والأتراك أن هناك بداية لمشكلات وتوترات بين البلدين، وجاءت العديد من التصريحات الغاضبة من قبل الجانب الروسي.
وتضيف الصحيفة أن إسقاط الطائرة الحربية الروسية سيكون له عواقب ليس فقط في العلاقات الثائية التركية الروسية، ولكن أيضا في المنطقة.
وتشير الصحيفة إلى أنه عقب الحادث أعلنت تركيا أنها علقت الاتصالات العسكرية ممع تركيا، وصرح رئيس الوزراء الروسي “ديمتري ميدفيدف” أنه قد يتم إلغاء المشاريع الاقتصادية التركية الروسية الكبرى، وهدد بحظر عمل الشركات التركية في روسيا، وأعلنت موسكو أنها ستوقف استيراد اللحوم البيضاء من تركيا، وبدأت روسيا في عقوبتها الاقتصادية على أنقرة.
وتوضح الصحيفة التركية أن التهديدات الروسية ليست اقتصادية فقط، فقد أعلنت موسكو أنها ستنشر واحدة من أكبر سفن الدفاع الجوي للقوات البحرية الروسية في المياه الإقليمية التركية السورية.
وتلفت “حرييت” إلى أن نائب رئيس مجلس الدوما الروسي ورئيس الحزب الليبرالي الروسي حاليا “فلاديمير جيرينوفسكي” وخلال برنامج حواري على إحدى المحطات الفضائية الروسية، أعلن أنه ينبغي على روسيا السماح للأرمن باستعادة أراضيهم التاريخية في أرمينيا الغربية شرقي تركيا هذه الأيام، وقال جيرينوفسكي حسب وكالة “آرمين برس”: الأرمن بالفعل كان بإمكانهم تحقيق هذه الغاية واستعادة أرمينيا الغربية سنة 1918 لو أن روسيا وقفت إلى جانبهم بالفعل، ولكن ما حدث كان العكس إذ أن موسكو وقفت مع الجاني التركي.
وأضاف: لو سمحنا للأرمن اليوم بتحرير أراضيهم التاريخية فإنهم سيفعلون ذلك بمنتهى السرور والشجاعة، كما تحدث السياسي الروسي عن الأكراد في شرق تركيا اليوم معتبرا أنه من واجب روسيا الاعتراف بهم كدولة مستقلة وأن عددهم يصل لحوالي الـ 20 مليون ويمكن اعتبار ديار بكر عاصة لهم، وبذلك يكون شرق الأناضول قد أصبح يضم دولتين: أرمينيا الكبرى و كردستان الحرة.
وترى الصحيفة أن لكل سحابة بطانة ومن الواضح أن إسقاط الطائرة الحربية الروسية سيكون له عواقب تضر بتركيا وروسيا ومنطقة آوراسيا والشرق الأوسط، وبدايته حملات الاعتراف بالمذابح الأرمنية عام 1915.