كلمة “Genocide” والتي تعني إبادة باللغة الأنكليزية حديثة بعض الشيء وقد تم إبتكارها سنة 1944 إذا كانت تستخدم كلمات ومصطلحات أخرى قبلها للحديث عن عمليات التطهير العرقي التي شهدتها البشرية من قبل. كلمات من قبيل “مجزرة” و “مذبحة” و “جرائم ضد الإنسانية” استخدمت بكثرة لوصف عمليات القتل المنتظمة المتعمدة ولكن كانت اللغة الأنجليزية ومعها لغات العالم المتقدم تفتقد لمصطلح قانوني جنائي حقيقي يعطي المعنى الحقيقي والكامل لكبرى مأسي البشرية وخاصة ما تعرض له الأرمن أثناء الحرب العالمية الأولى وما تعرض له اليهود أثناء الحرب العالمية الثانية.
في عام 1944 ، ابتكر رافائيل ليمكين مصطلح الإبادة الجماعية في كتابه “Axis Rule in Occupied Europe” والذي انتقد فيه سياسة النازيين في أوروبا المحتلة، كما استشهد بعمليات القتل الجماعي السابقة التي تعرض له الأرمن مطلع القرن الماضي على أيدي سلطات الدولة العثمانية.
عرف ليمكين في كتابه مصطلح الـ (Genocide) بالتدمير الممنهج لأمة أو شعب، وسرعان ما تم تبني الكلمة من قبل الكثيرين في المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة.
كلمة Genocide هي مزيج من الكلمة اليونانية القديمة génos وتعني “العرق” أو “الناس” مع الكلمة اللاتينية cide والتي تعني القتل. تم استخدام كلمة الإبادة الجماعية Genocide في لوائح الاتهام في محاكمات نورمبرج، التي عقدت سنة 1945، ولكن فقط كمصطلح وصفي وليس قانوني إذ دخلت الكلمة في القاموس الجنائي العالمي سنة 1951.
وبحسب ليمكين ، فإن الإبادة الجماعية كانت “إستراتيجية منسقة لتدمير مجموعة من الناس، وهي عملية يمكن تحقيقها من خلال الإبادة الكاملة وكذلك استراتيجيات تقضي على العناصر الأساسية للوجود الأساسي للمجموعة، بما في ذلك اللغة والثقافة والبنية التحتية الاقتصادية”. عرّف ليمكين الإبادة الجماعية على النحو التالي:
بشكل عام ، لا تعني الإبادة الجماعية بالضرورة التدمير الفوري للأمة، إلا عندما تتم من خلال عمليات القتل الجماعي لجميع أفراد الأمة. ويقصد به بالأحرى الإشارة إلى وجود خطة منسقة لمختلف الإجراءات التي تهدف إلى تدمير الأسس الأساسية لحياة مجموعة ما، بهدف القضاء عليها.
وكان رافائيل لمكين من أشد المهتمين والمتابعين لقضايا التطهير العرقي والعذابات التي حدثت في أوقات مختلفة من القرن العشرين خاصة ما تعرض له الأرمن على أيدي سلطات الدولة العثمانية سنة 1915 وهو ما أعلنه صراحة في لقاء متلفز من مبنى الأمم المتحدة سنة 1949 وقت قال أن إختراع كلمة إبادة هي لوصف ما تعرض له الأرمن كما اليهود.