22845.jpg

هولندا تحاصر الفكر الأصولي المدعوم من تركيا

هولندا تحاصر الفكر الأصولي المدعوم من تركيا

أمستردام، 27 يونيو 2020 — بدأت الأوساط الهولندية مساعيها لوضع حد لحالة الانفلات الديني التي استغلتها أنقرة من خلال دعم الهيئات الدينية وأئمة المساجد لنشر فكر ديني متطرف مستغلة بذلك الجاليات الإسلامية لتحقيق مصالحها هناك.

وأكدت دراسة أجراها البرلمان الهولندي وقدمت الخميس أن أنقرة تورطت إلى جانب عدد من الدول الخليجية في تقديم دعم مالي لعدد من المساجد والهيئات الدينية والمنظمات الإسلامية.

وتتخوف الحكومة الهولندية من إمكانية انتشار الفكر المتطرف على أراضيها بدعم من تركيا التي تورطت في تقديم المساندة لجماعات جهادية مسلحة في عدد من الدول في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على غرار سوريا وليبيا.

كما أن لتركيا علاقات وطيدة بتنظيم الإخوان الذي صنف من قبل عدد من الدول من بينها دول عربية على غرار مصر كتنظيم إرهابي، حيث تسبب في انتشار الفكر الظلامي في المنطقة العربية ما أدى إلى ظهور جماعات إرهابية أدخلت المنطقة في وحول حروب أنهكت جيوش ومجتمعات هذه الدول.

وأشارت الدراسة المقدمة إلى أن تركيا إضافة إلى دول أخرى تتورط في نشر تعاليم أصولية عبر تمويل إنشاء مدارس ومؤسسات غير رسمية تابعة للمساجد إضافة إلى دعم الدعاة المتطرفين ونشر البروباغندا الإسلامية المتطرفة.

وأوضحت الدراسة أن الدعم المالي لمسجد واحد قد يتراوح ما بين عشرات الآلاف من اليوروهات والملايين لكن الأخطر هو أن السلطات الهولندية لا تطلع على الدعم المالي بشكل شفاف.

وتنبه الدراسة إلى أن الشباب أكثر عرضة للبروباغندا المتطرفة ما سيؤثر على قدرتهم على الاندماج واحترام الديمقراطية والتنوع.

وطرحت مجموعة من النواب خططا لوقف تلك التجاوزات ومكافحة محاولات اختراق المجتمع الهولندي ونشر التطرف فيه عبر استغلال حالة الانفتاح.

ويسعى حزب العدالة والتنمية التركي الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان لاستغلال الجالية الإسلامية في أوروبا في إطار دعم المشروع التركي والإخواني للهيمنة على الشباب العربي والمسلم في إطار مخططه لتصعيد نفوذه.

والسنة الماضية افتتح وقف الديانة التركي، مسجد التوحيد بمدينة فينلو جنوب شرقي هولندا، بحضور رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش.

ويمثل تنظيم الإخوان اليد الطولى لأردوغان لاستغلال الجاليات المسلمة كون التنظيمات والهيئات التابعة له تملك خبرة في غسل عقول الشباب وتسببت في تسفير المئات من الأوروبيين للقتال في مناطق التوتر والنزاع.

ودخلت تركيا في خصومة مع هولندا منذ سنتين بعد أن أعلنت السلطات الهولندية استدعاء سفيرها في أنقرة ورفضها استقبال ممثل دبلوماسي تركي على أراضيها فيما نددت السلطات التركية باعتراف البرلمان الهولندي بالإبادة الجماعية الأرمنية من قبل الإمبراطورية العثمانية.

وليست هولندا فقط من تتخوف من التأثير التركي في أوروبا عبر توظيف الدين لغايات سياسية حيث حذّر مركز الأبحاث الليبرالي “مونتاني” في تقرير رفعه للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من “مصانع إنتاج الأسلمة” التركية.

scroll to top