16227.jpg

تركيا تبدأ اكبر عملية عسكرية في سوريا.. وروسيا تحمل امريكا السبب

تركيا تبدأ اكبر عملية عسكرية في سوريا.. وروسيا تحمل امريكا السبب

دخلت قوات تركية برية امس الاحد الاراضي السورية مستهدفة منطقة عفرين المتاخمة للحدود التركية شمالا في اليوم الثاني لهجوم واسع تخلله قصف مدفعي للمدينة لطرد فصائل كردية تعتبرها أنقرة «ارهابية».

وندد الرئيس بشار الأسد امس بالهجوم التركي الذي قال انه امتداد لسياسة أنقرة في دعم «التنظيمات الارهابية» منذ اندلاع النزاع في 2011.

وقال الأسد خلال استقباله وفداً إيرانياً برئاسة رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية سانا «العدوان التركي الغاشم على مدينة عفرين السورية لا يمكن فصله عن السياسة التي انتهجها النظام التركي منذ اليوم الأول للأزمة في سوريا والتي بنيت أساساً على دعم الارهاب والتنظيمات الارهابية على اختلاف تسمياتها».

وبدأ الجيش التركي السبت عملية عسكرية على عفرين تحت مسمى «غصن الزيتون» لطرد وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على المنطقة، وهي فصائل كردية تعتبرها انقرة «ارهابية» لكن الولايات المتحدة تدعمها عسكريا بصفتها رأس حربة في المعارك ضد داعش

وأكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امام انصاره في محافظة بورصة شمال غرب تركيا امس «باذن الله ستنتهي هذه العملية خلال وقت قريب جدا».

ودعت الولايات المتحدة امس تركيا إلى «ممارسة ضبط النفس» وتجنب سقوط ضحايا مدنيين في العملية التي تنفذها أنقرة عبر الحدود ضد مقاتلين اكراد في سوريا.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناويرت «نحض تركيا على ممارسة ضبط النفس وضمان ان تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها، ودقيقة (في أهدافها) لتجنب سقوط ضحايا مدنيين».

من جهته، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم دخول قوات تركية إلى المنطقة انطلاقا من بلدة غول بابا الحدودية، على ما نقلت وكالة دوغان للانباء، في اول اعلان رسمي لبدء مشاركة القوات البرية في العملية على الاراضي السورية.

واصابت المدفعية والطائرات التركية حتى الساعة 153 هدفا بالاجمال تابعة للفصيل الكردي في محيط عفرين وتشمل ملاذات ومخازن اسلحة، على ما اعلن الجيش التركي.

وافادت وكالة انباء الاناضول الرسمية عن تقدم القوات التركية التي لم تحدد عديدها إلى جانب قوات من الجيش السوري الحر الذي تدعمه أنقرة وتوغلها خمسة كيلومترات داخل سوريا.

وشوهدت على الاطراف الجنوبية الغربية لمنطقة عفرين طائرة حربية تقصف الشطر الغربي للمنطقة في وقت مبكر صباح امس.

واقامت وحدة صغيرة من الجيش السوري الحر نقطة مراقبة في أعلى تلة تشرف على عدد من القرى التي تنتشر فيها القوات الكردية.

واعلن رئيس بلدية مدينة الريحانية التركية المجاورة للحدود مع سوريا، ان قصفا من الاراضي السورية استهدف المدينة ما ادى الى مقتل شخص وإصابة 32 بجروح.

وسارع وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو الى اتهام وحدات حماية الشعب الكردية بالوقوف وراء هذا القصف.

ويأتي هذا القصف بعدما سقطت قذائف عدة ليل السبت الاحد في مدينة كيليس التركية شرق الحدود مع سوريا ما ادى الى اصابة شخص بجروح طفيفة.

وقتل ثمانية مدنيين امس جراء الغارات التركية على قرية في عفرين وفق ما أكد متحدث كردي والمرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت تنفي تركيا استهداف مدنيين في هجومها.

وقال المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين بروسك حسكة «ارتكبت الطائرات العسكرية التركية مجزرة بحق مدنيين في قرية جلبرة، حيث استشهد أكثر من ثمانية مواطنين بقصف صاروخي» استهدف مزرعة دجاج صغيرة تقيم فيها احدى العائلات.

وهذا التوغل التركي هو الثاني الكبير في سوريا اثناء النزاع المستمر منذ سبع سنوات، بعد عملية «درع الفرات» بين اب2016 واذار 2017 في منطقة تقع شرق عفرين واستهدفت وحدات حماية الشعب وعصابة داعش.

كما اكد الجيش التركي استهداف داعش، رغم انه لم يعد موجودا في منطقة عفرين.

وأفاد متحدث باسم الفصيل الكردي ان القوات التركية حاولت دخول عفرين «لكننا تصدينا للهجوم».

وتجازف تركيا بادخال نفسها في حقل الغام دبلوماسي بعمليتها في سوريا، وسارعت خارجيتها الى دعوة سفراء القوى الكبرى لابلاغهم بالهجوم.

واكدت الخارجية السبت انها ابلغت دمشق بالهجوم عبر قنصليتها في اسطنبول. الا ان السلطات السورية نفت تبلغها بالهجوم التركي، ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية قوله «تنفي سوريا جملة وتفصيلاً ادعاءات النظام التركي بابلاغها بهذه العملية العسكرية التي هي جزء من مسلسل الاكاذيب التي اعتدنا عليها من النظام التركي».

وفي باريس، حضت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي امس تركيا على انهاء العملية، معتبرة عبر قناة «فرانس 3» إن «هذه المعارك يجب ان تتوقف»، لأنها قد تدفع بـ»القوات المقاتلة الكردية المنخرطة بزخم إلى جانب التحالف الذي تنتمي إليه فرنسا، بعيدا عن المعركة الاساسية» ضد الإرهاب وداعش.

scroll to top