12508.jpg

أرمينيا وإيران.. مصالح مشتركة تثير القلق التركي الأذربيجاني

أرمينيا وإيران.. مصالح مشتركة تثير القلق التركي الأذربيجاني

تتطور العلاقات السياسية والدبلوماسية سريعًا بين إيران وأرمينيا، حيث يجد كلا الطرفين مصلحته السياسية والاقتصادية مع الآخر، الأمر الذي يدفع باتجاه تطوير العلاقات بينهما، وهو ما يثير قلق أذربيجان وداعمتها التركية المعاديين لأرمينيا.

زيارة أرمينية إلى إيران

أعلنت وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية، أمس الاثنين، عن وصول وزير الدفاع الأرميني، فيكين سركيسيان، إلى طهران على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، تلبية لدعوة من نظيره الإيراني العميد حسين دهقان، حيث يلتقي وزير الدفاع الأرميني خلال زيارته عددًا من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين لبحث القضايا الثنائية والملفات الإقليمية والدولية، كما أن وزير الدفاع الإيراني سيقيم له اليوم الثلاثاء، مراسم استقبال رسمية، ومن ثم تبدأ المحادثات الثنائية بين الطرفين في مقر وزارة الدفاع الإيرانية.

العلاقات الأرمينية الإيرانية

بعد اعتراف إيران باستقلال أرمينيا في 10 ديسمبر عام 1991، تبادلت الدولتان إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1992، وحينها تطورت العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين الطرفين سريعًا، وفي نفس العام، وقع البلدان على اتفاق ثنائي، بهدف مد خط أنابيبٍ لنقل الغاز الطبيعي بينهما، وتم الانتهاء من تمديده في الجهة الإيرانية في 19 مارس عام 2007، فيما يبحث الطرفان حاليًا تنفيذ مشاريع مد جسور وسدود مائية جديدة على نهر “أراس” الفاصل بينهما، وفي 2 يونيو الماضي وقع الطرفان اتفاقية لإلغاء تأشيرات الدخول بين البلدين.

مع ظهور الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم قره باغ المتنازع عليه بينهما، حاولت إيران مرارًا التوسط بين الطرفين لحل الأزمة، خاصة أن طهران لا تريد خسارة أحد الأطراف، لكن بالتعمق في العلاقات بين الأطراف الثلاثة، نجد أن إيران تميل باتجاه الاصطفاف إلى جانب أرمينيا لعدة اعتبارات، أولها أن يريفان شريك اقتصادي مهم بالنسبة لطهران، حيث تحتاج أرمينيا إلى النفط الإيراني، بينما تنافس أذربيجان إيران على بيع النفط، كما أن طهران كانت ترغب حينها في وقف النفوذ التركي الساعي إلى التمدد في منطقة القوقاز.

من جهة أخرى، فإن الدعم الإيراني لأرمينيا يستند إلى جذور تاريخية، فقد تحالفت أذربيجان في بداية استقلالها مع تركيا لترويج مشروع الجامعة الطورانية، الذي كان يُعد نجاحه إزاحة لإيران من المنطقة بشكل كلي، وفي الوقت نفسه، تعتبر إيران بالنسبة لأرمينيا عنصرا داعما مهمًا في ظل محاصرة الأخيرة من الشرق بأذربيجان ومن الغرب بتركيا المعاديتين لها، كما تحاول طهران من خلال توطيد علاقاتها بيريفان منع واشنطن وتل أبيب من إحاطة طهران بشبكة قوية من العلاقات مع دول منطقة القوقاز وآسيا الوسطى.

مخاوف تركية أذربيجانية

تعتبر تركيا وأذربيجان أكثر الدول التي تتخوف من التقارب والعلاقات الدبلوماسية بين إيران وأرمينيا، حيث تصطف تركيا إلى جانب أذربيجان في أزمتها مع أرمينيا بشأن إقليم قره باغ المتنازع عليه بين الطرفين، فيما تصطف إيران بالإضافة إلى روسيا مع أرمينيا، التي تعتبر الطرفين حلفاء استرتيجيين لها، لاسيما أن موسكو تؤمن جميع المعدات العسكرية لأرمينيا، الأمر الذي يثير قلق أذربيجان التي تعتبر روسيا وإيران قوتين دوليتين لا يستهان بهما.

أذربيجان لم تقف مكتوفة الأيدي أمام التطورات السياسية والدبلوماسية في العلاقات بين طهران ويريفان، فبدأت في البحث عن طرق تنتقم به من الدعم الإيراني المستمر لغريمتها، فبدأت في التقارب مع الكيان الصهيوني الذي يعتبر العدو اللدود لإيران، كما كشفت تقارير عن أن المجلس الوطني في أذربيجان هدد بتقسيم إيران إلى 5 دول، خلال اجتماع “المجلس الوطني للجمهورية الأذربيجانية”، وهو ما أيده رئيس البرلمان الأذربيجاني، أوكتاي أسدوف.

بقلم: هدير محمود | نقلا عن موقع “البديل”

scroll to top