12067.jpg

روسيا اليوم: قذيفة طائشة تنهي حياة بطلة سورية

روسيا اليوم: قذيفة طائشة تنهي حياة بطلة سورية

قضت ميراي هندويان، بطلة سوريا في السباحة للمسافات القصيرة، نحبها بقذيفة طائشة في حلب أنهت مسيرتها الرياضية الحافلة وفتكت بأحلامها وطموحاتها.

ميراي البالغة من العمر 20 عاما، اعتادت الذهاب يوميا إلى النادي للتمرينات، لكنها فضلت يوم الجمعة 30 سبتمبر/أيلول مساعدة والدتها في مؤسسة للعائلة في غرب مدينة حلب لتقع المأساة.

بلوعة وعينين مغرورقتين بالدموع، تستعيد والدتها بتي هندويان البالغة من العمر 42 عاما لحظات مأساوية عاشتها مع أولادها الثلاثة داخل سوبرماركت تملكها العائلة في منطقة الفيلات، ذات الغالبية الأرمنية، والقريبة من حي بستان الباشا، حيث تدور اشتباكات عنيفة.

وتروي الوالدة المفجوعة كيف بدلت قذيفة حياتها بعدما أدت إلى مقتل ابنتها ميراي وطفلها أرمان، ونجاتها مع ابنها موسيس بعد إصابتهما بجروح.

وتقول: “تذهب ميراي يوميا إلى نادي السباحة عند الحادية عشرة ظهرا، لكنها جاءت الجمعة إلى المحل وأخبرتني أنها لا تريد الذهاب”، مضيفة: “قالت لي جئت كي أساعدك ماذا تريدينني أن أفعل؟ طلبتُ منها الذهاب لكنها رفضت”.

وتضيف: “عند الحادية عشرة والربع تقريبا، وجدت نفسي على الأرض بعد دوي صوت قوي وغبار. لم أقوى على التحرك لأن الزجاج انكسر فوقي. سمعت صوت ابني الكبير يصرخ، ماما يدي راحت”، جراء تعرضه لإصابة فيها.

في تلك اللحظات، كانت ميراي وشقيقها أرمان ممددين على الأرض لكن والدتهما لم تتمكن من رؤيتهما بسبب الغبار الذي خلفه الركام.

وتروي الوالدة بغصة: “تحركت بصعوبة من الأرض والدم يسيل مني، قلت لميراي وارمان ابقيا بقربي. كنت أظن أنهما على قيد الحياة.. عندما نظرت حولي بعدما خف الغبار، وجدت ارمان على الأرض وأمعاؤه خارج معدته. كان قد استشهد”.

تحاول بتي أن تتمالك نفسها، تتنهد ثم تتابع بصوت يرتجف “ناديت ابنتي لأنني أعرفها جبارة وتتحمل كل شيء قبل أن أراها على الأرض أيضا، بدون يدين ورجلين.. وتنزف. لم أتمكن من حملها لأنني كنت مصابة وأنزف”.

وقالت والدة ميراي إن شخصين في محل مجاور قتلا أيضا جراء القذائف، كما أصيب موظف يعمل لديهم.

ويوضح فيكان البالغ من العمر 56 عاما أن المنطقة غالبا ما تتعرض لسقوط قذائف. ويقول: “اعتدنا على هذا الموضوع وكانت ميراي تمدنا بالقوة”. ويتابع: “تكبدنا في وقت سابق خسائر مادية كالمحلات والمستودعات، لكن هذه المرة كانت خسارتنا كبيرة.. خسرت ابني وابنتي معا”.

وعلى غرار معظم الرياضيين السوريين، استمرت ميراي في ممارسة الرياضة حتى بعد اندلاع الحرب في سوريا.. وشاركت في كافة بطولات الجمهورية وحازت فيها على المراكز الأولى، كما كانت تستعد في الفترة الأخيرة للمشاركة في بطولات المياه المفتوحة لمسافات طويلة في البحر، لكن القدر لعب لعبته.

scroll to top