11649.jpg

البابا فرنسيس يبدأ اليوم زيارة رسمية لأرمينيا

البابا فرنسيس يبدأ اليوم زيارة رسمية لأرمينيا

يصل البابا فرنسيس اليوم الجمعة إلى عاصمة جمهورية أرمينيا ، يريفان، في زيارة رسمية تستغرق ٣ أيام. وهي الزيارة التي اتفق الطرفان على أن تحمل شعار: زيارة لأول أمة مسيحية.

وتنطوي زيارة البابا فرنسيس، وهي الرحلة الرابعة عشرة له الى الخارج خلال اكثر من ثلاث سنوات بقليل، اولا على أبعاد دينية تتمثل بتشجيع نهضة المسيحية في بلد عانى كثيرا في ظل الشيوعية السوفياتية.

إلا ان التقليد المسيحي قديم جدا وراسخ الجذور في ارمينيا. فقد كانت أرمينيا اول بلد يعتنق المسيحية دينا للدولة في العام 301، وينتمي اكثر من 90% من 3،3 مليون أرمني في أرمينيا الى الكنيسة الرسولية الأرمنية.

وسيشارك البابا فرنسيس الدائم الجهوزية للقيام بما يلزم من خطوات من أجل تقارب مع الكنائس الشرقية، في قداس يترأسه الكاثوليكوس كاراكين الثاني في الكاتدرائية الرسولية الأرمنية.

وسيلتقي السبت ايضا الطائفة الأرمنية الكاثوليكية الصغيرة في مدينة كيومري التي ضربتها هزة أرضية في 1988.

وتتسم الابعاد السياسية للرحلة بكثير من الدقة والحساسية. إذ ينتظر الأرمن الذين تأثروا كثيرا بإقدام البابا فرنسيس قبل سنة، وأمام العالم اجمع، على تأكيد إعتراف الفاتيكان الرسكي بالمأساة الأرمنية حيث استخدم البابا فرنسيس كلمة إبادة أثناء قداس إليهي مهيب أقيم في الفاتيكان تخليدا لضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لهذه الفاجعة الإنسانية التي ترفض تركيا حتى اللحظة الإعتراف بها.

وسيقوم البابا فرنسيس صباح السبت بزيارة إلى متحف ونصب شهداء الإبادة الجماعية الأرمنية على تلة الدزيزيرناكابيرت المطلة على العاصمة يريفان حيث من المتوقع أن تؤدي هذه الزيارة إلى مزيد من التوتر مع تركيا التي تبقى الخاسر الأكبر مع كل عام يمضى دون إعترافها.

وكان البابا يوحنا بولس الثاني زار ارمينيا في 2001 للمشاركة في الذكرى 1700 لإعتناق أرمينيا المسيحية دينا رسميا للدولة (تمت سنة 301 للميلاد). وفي اعلان مكتوب مع كراكين، انتقد البابا الراحل الإبادة الجماعية الأولى في القرن العشرين والتي كانت من نصيب الشعب الأرمني.. ما فجر غضب أنقرة آنذاك.

ومن أرمينيا، أطلق البابا يوحنا بولس الثاني نداء من اجل السلام في المنطقة ايضا. وعلى خطاه، ينوي البابا فرنسيس القيام بمزيد من الخطوات على هذا الصعيد. لذلك من المقرر رفع صلاة من اجل السلام في يريفان، بحضور عشرات الاف الاشخاص.

وفي ختام الزيارة، سيزور البابا فرنسيس دير خور فيراب الأرمني المتواجدة بالقرب من الحدود الأرمنية التركية والتي فيها احتجز القديس كريكور لوسافوريج ١٤ عاما قبل أن يطلق سارحه حيث على يده اعتنقت أرمينيا المسيحية.. البابا فرنسيس سيطلق مع كاريكن الثاني حمامتين من هذا الدير باتجاه جبال آرارت القريبة.. وهي الجبال التي تملك رمزيتها الكبيرة لدى الشعب الأرمني وإن كانت ما تزال قابعة تحت الاحتلال التركي.

وسيحتل موضوع الاستشهاد واضطهاد الاقليات المسيحية التي هربت من ارض اجدادها، صدارة المواضيع المطروحة للنقاش. ويتحدر قسم من السكان من الأرمن الذين تعرضوا للمجازر والترحيل القسري وخصوصا في روسيا وتركيا.

واستقبلت يريفان في الاشهر الاخيرة عائلات سورية وأرمنية هربت من حلب ومن مدن سورية اخرى تشهد معارك.

ويستأثر موضوع الاستشهاد باعتباره شهادة ترسخ معتقدات الناس وايمانهم، باهتمام البابا فرنسيس الذي يحب اثارته باستمرار. اما كراكين الثاني فرفع في 2015 الى مصاف القديسين جميع الشهداء الذين قتلوا اثناء الابادة.

scroll to top