11478.jpg

ليون زكي: حي الميدان مهدد بالزوال من خريطة حلب

ليون زكي: حي الميدان مهدد بالزوال من خريطة حلب

أبدى رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني ليون زكي أسفه وقلقه لما آلت إليه أحوال حي الميدان، الذي كانت تقطنه أغلبية من السوريين الأرمن، بحيث أصبح مهدداً بشكل جدي بالزوال من خريطة حلب بفعل القصف المتجدد الذي يتعرض له من الجماعات المسلحة والتي صعدت من عملياتها في الشهرين الأخيرين واستهدفت تهجير من بقي من سكانه، وليلة الجمعة الفائتة مثال على ذلك.

وأوضح زكي بان القذائف من حي بستان الباشا، الذي تسيطر عليه فصائل تركمانية مسلحة محسوبة على الحكومة التركية، لم تتوقف عن الانهيار طوال الليلة وبمعدل قذيفة كل عشر دقائق، ما حول حياة قاطني الحي الذين نزلوا إلى الأقبية إلى جحيم لا يطاق ثم اضطروا إلى الهرب الجماعي تحت وطأة كثافة الهاون والصواريخ والطلقات المتفجرة التي استخدمت على نطاق واسع وخلقت حال من الهلع والرعب في صفوف الساعين إلى الأمان، ما اضطرهم إلى الهرب من الحي تحت جنح الظلام ثم عادوا إليه كعادتهم بعد كل تصعيد وفي اليوم التالي.

وقال زكي بأنه لم يجر احترام اتفاق “وقف الأعمال القتالية” منذ 27 شباط الفائت بشكل كاف في حلب، وفي حي الميدان خصوصاً عبر تكثيف عمليات قصفه بالقذائف المتفجرة ولاسيما اسطوانات الغاز الملغومة التي يطلقها “مدفع جهنم” وصواريخ من نوع “حمم” والتي خلفت عشرات الشهداء والجرحى وخلقت دماراً كبيراً في الحي الذي بقيت أقلية من السوريين الأرمن صامدة فيه إلى جانب المهجرين من أبناء المدينة والريف الذين لم يجدوا في باقي أحيائها مأوى رخيصاً سواه بعد نزوح معظم سكانه الأصليين.

وخشي من استمرار استهداف حي الميدان من فصائل المسلحين الذين يتعمدون إخلائه من شاغلي شققه السكنية ومحاله التجارية ودك ما تبقى من بنيته التحتية المدمرة أصلاً طوال فترة الحرب الدائرة رحاها في حلب بعد تدمير وضرب ممنهج لكل مقومات الحياة التي لم يعد الجزء اليسير منها موجوداً.

ونقل ليون زكي عن قاطني الحي من السوريين الأرمن الذين لا زالوا متمسكين بالبقاء فيه إفاداتهم بأن الطوابق العلوية القريبة من خط التماس مع بستان الباشا دمرت بالكامل وأنه قلما يوجد بناء في الطرفين الشمالي والشمالي الشرقي منه لم ينل حظه من القذائف والخراب لدرجة أن معالم الحي تغيرت بشكل كامل وتراجعت خدماته إلى درجة كبيرة جراء تحوله إلى ساحة حرب على الدوام.

ولفت زكي إلى أن شوارع الحي البعيدة نسبياً عن خط التماس فما زالت تنبض بالحياة من أناس غير قادرين على دفع فاتورة تكاليف العيش في أحياء ومناطق أكثر أمناً وبخاصة إيجارات الشقق التي حلقت إلى مستويات فلكية يعجز حتى الأغنياء عن سداد التزاماتها، منوهاً إلى أن كل ما بوسع القذائف فعله إخلاء ساحة نزولها لفترة لا تتجاوز نصف ساعة فقط ثم لا يتردد السكان بإصرار على مواجهة الموت والقتل في مزاولة حياتهم الطبيعية بارتياد المنطقة للتسوق أو لكسب قوت يومهم.

وأضاف: للأسف، فقد السوريين الأرمن ممتلكاتهم في أهم حي جرى تحويله في وقت سابق للازمة إلى مقصد خدمي لاسيما في مجال إصلاح السيارات والآلات وتوفير قطع الغيار الصناعية، وجل ما يخشاه هؤلاء تسوية الحي بالأرض بحيث لم يعد بالإمكان إصلاح الأضرار الذي لحقت بمبانيه ومحاله ومرافقه إلا من طريق هدمه بالكامل، وهو ما يرفع بشكل كبير من الأموال الواجب سدادها لإعادة إعماره من جديد، عدا عن الجهد الكبير والوقت الطويل الذي تستلزمه العملية، في حال توقفت رحى الحرب الهوجاء.

وختم حديثه بالقول: أما الآن فتظل الأخبار العاجلة التي تنقل مجريات قصف الحي وحملة تهجير سكانه مستمرة على مدار اليوم وخصوصاً مع حلول ظلام كل ليلة لا تختلف عن الليلة التي سبقتها إلا بعدد الشهداء والإصابات التي أوجدت جيلاً جديداً من المعاقين الحركيين والنفسيين، على أقل تقدير، وعلى امتداد حلب الجريحة والشهيدة.

الصورة من أرشيف الأزمة السورية

scroll to top