10972.jpg

خيانة العهد.. بقلم آرا سوفاليان

هذا المقال جاء بقلم آرا سوفاليان ردا على فيديو انتشر بكثافة عبر مواقع التواصل الإجتماعي بظهر فيه المعاملة اللاإنسانية لجنود أردوغان تجاه إمرأة كردية مسنة. تابع الفيديو عبر هذا الرابط. وفيما يلي مقال الكاتب سوفاليان:

في العام 1915 طلب الارمن من الاكراد ان يكونوا اخوتهم في السلاح ويحاربوا معهم الدولة العثمانية…حيث في النهاية سيكون هناك دولتان مستقلتان عن الدولة العثمانية الواحدة للأرمن والثانية للأكراد وتم الاتفاق على هذا الأساس …وسارع الاكراد الى كتابة قوائم بأسماء الفدائيين من الارمن وقوائم بأسماء الحزبيين قيادات وافراد وقوائم بأسماء من جمع التبرعات ومن اشترى السلاح من الارمن وقدموا هذه اللوائح للدولة فبدأت الابادات ضد الأرمن وتم تعيين الباشوات الاكراد كمنفذين للإبادة يعاونهم من انضوى في سلك العصابات والمجرمين وقطاعي الطرق من الأكراد وبحماية الحكومة.

وفعل هؤلاء ما لا يقوى الشياطين على فعله وتم الاتفاق مع الحكومة على أن أجورهم ستكون مجزية جداً وهي كل ما يقع عن الارمن …ارض بيوت بساتين مال محاصيل كنائس نوادي بيوت ومحلات و بضاعة نساء بنات كساء ذهب خيول ثيران وابقار وكل شيء سيؤول لهم بعد قتل اصحابه من الارمن.

وجرى العمل على هذا الاساس وتكدست المسلوبات في البيوت التي فقدت أصحابها وفضّل الاكراد ان لا يسمعوا النصيحة.

وكانت النصيحة انه بعد انتهاء الحرب ستتم خيانتكم من قبل الاتراك وسيستولون على كل ما نهبتوه من الأرمن ولن يعطوكم شيء سوى النياشين والشرائط الحريرية، وسيتم سبي نساؤكم وقتل أطفالكم فالقاتل اليوم مقتول غداً والسارق اليوم مسروق غداً ومن يسبي النساء اليوم ستسبى نساؤه غداً وهذا ما حصل.

فلقد أحرق الاتراك 8000 قرية كردية ونهبوا كل المنهوبات التي حصل عليها الأكراد من الأرمن وسبوا النساء واغتصبوهن علانية، وقتلوا من الشباب أعداد لا يستهان بها، وتشرد الأكراد في أقاصي الارض وبعضهم في اوروبا وتم حرمان أبنائهم وذراريهم من التعليم…فترى أطفالهم في دمشق على ابواب الفنادق وفي الساحات العامة كساحة المحافظة يفترشون الرصيف خلف صناديق البويا أو يبيعون أوراق اليانصيب…الفيلم أدناه صدمني فالجنود الاتراك يضعون فوهات المسدسات على رأس كردية عجوز بالكاد تستطيع المشي…لقد تم في العام 1915 شنق المفكرين من الارمن الذين تنبؤوا للأكراد بنفس المصير ولكن ما لم يتوقعوه هو ان تبقى معاملة الأتراك الوحشية للأكراد الى اليوم حيث تفصلنا عن مجزرة الارمن 101 سنة…خيانة العهد لها ضريبة أحياناً تكون فادحة بشكل لا يحتمل.

آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
18/04/2016

scroll to top