10305.jpg

الموسيقار الكبير آرام خاتشادوريان

الموسيقار الكبير آرام خاتشادوريان

آرام خاتشادوريان مؤلف موسيقي أرمني، ولد في تبليسي وتوفي في موسكو. نشأ في عائلة تعشق الموسيقى الشعبية، وترعرع في مجتمع قفقاسي مشبع بالتقاليد الشعبية الموسيقية.

أبدى آرام من حداثته ميولاً موسيقية في غاية التميز والوضوح, ورحل إلى موسكو، عام 1922، ليلتحق بالثانوية الموسيقية المعروفة باسم «معهد غنيسين» ، ثم استكمل دراسته في المعهد الموسيقي لمدينة موسكو 1929-1934 بإشراف أساتذة كبار مثل مياسكوفسكي، وغليير. بدأت شهرة خاتشادوريان بالانتشار في موسكو في سنوات دراسته، إذ ألف، عام 1932، «ثلاثية» للكلارينيت والكمان والبيانو، وعدة قطع للبيانو أشهرها مقطوعة «توكاتا». وأنهى دراسته بتأليف السيمفوية الأولى، (1934).

ومع تأليفه حوارية (الكونشرتو) البيانو عام 1936، بدأت معالم شخصيته الموسيقية بالتكامل. ويرى النقاد في حوارية الكمان (1940)، المهداة إلى عازف الكمان دافيد أويستراخ عملاً ناجحاً في الجمع بين الموسيقى الكلاسيكية واللحن الشعبي. إلا أن الشهرة العالمية لخاتشادوريان تعود لباليه «غايانيه» Gayaneh عام (1943) الزاخرة بعدد من الرقصات ذات الطابع الشعبي الأرمني، وأشهرها «رقصة السيوف».

في الحرب العالمية الثانية، قدم خاتشادوريان سمفونيته الثانية ذات الألحان الحزينة. ومع انتهاء الحرب، ألف حوارية التشيلو، والسيمفونية الثالثة لأوركسترا كبيرة مزودة بـ 15 آلة ترومبيت Trumpet.

تعرّض خاتشادوريان، مع رفاقه الموسيقيين مثل كاباليفسكي، وبروكوفيف، وشوستا كوفيتش، للنقد اللاذع من قبل جدانوف. وتفرّغ خاتشادوريان لتأليف الكثير من موصيى الأفلام منها: «المسألة الروسية»، و«معركة ستالينغراد»، و«لينين». وفي بداية الخمسينات، درّس في المعهد الموسيقي بموسكو.

وفي الأعوام 1952-1954 ألف باليه «سبارتاكوس» التي قُدمت، عام 1957، بنجاح كبير نال في إثرها «جائزة لينين» عام 1959. وتتالت في الستينات مجموعة حواريات الرابسودي لآلـة الكمـان (1961)، وللتشـيلو (1963)، وللبيانو (1968). وفي السنوات الأخيرة من حياته، ألف ثلاث سـوناتات للتشــيلو (1974)، وللكمان (1975)، وللآلتو (1976).

يعد خاتشادوريان، إلى جانب كاباليفسكي، وشوستاكوفيتش من أهم رموز الموسيقى السوفييتية. وقد ألف خاتشادوريان موسيقى سهلة وحيوية ضمن حدود المقامية. واستلهم ألحانه، في كثير من الأحيان، من الفولكلور الأرمني معيداً تشكيلها بأسلوب شخصي مميز، وفق معايير دراسية تذكّر بمدرسة ريمسكي – كورساكوف. كما أن الطابع الشرقي لموسيقاه يبدو أكثر أصالة وواقعية من معالم الموسيقى الشرقية في ألحان بالاكيريف ت(1837-1910)، وبورودين.

من أشهر مؤلفات خاتشادوريان: باليه: «غايانيه» و«سبارتاكوس»، وحواريتا البيانو، والكمان مع الأوركسترا، والسيمفونية الثانية، و«قصيدة لستالين» للأوركسترا والجوقة الغنائية، وقطعتا «ماكبث» و«الملك لير».

بقلم: فاهية سفريان، الموسوعة العربية
_

scroll to top