10100.jpg

قصة ميلاد يسوع المسيح.. بقلم آرا سوفاليان

في عهد الإمبراطور أغسطس قيصر حاكم الإمبراطورية الرومانية المترامية الأطراف، صدر أمر بإجراء تعداد لكل سكان الإمبراطورية بحيث يسجل كل شخص اسمه في المدينة التي ولد فيها. وكانت أراضي شرق الوطن العربي وفلسطين وشمال أفريقيا تتبع للإمبراطورية الرومانية.

فسافر يوسف النجار خطيب مريم العذراء البار، إلى بيت لحم لقيد اسمه هناك، مصطحباً مريم العذراء وكانت حبلى. فأرهقها السفر جداً، وذهبا ليبحثا عن مكان يبيتا فيه دون جدوى بسبب الغرباء الذين وفدوا إلى المدينة لنفس الغرض، فلجأ يوسف البار ومريم معه إلى مغارة مخصصة لإيواء الخراف، وشعرت العذراء بآلام الولادة، فولدت الطفل يسوع ووضعته في مزود.

وفي نفس الليلة ظهر ملاك الرب وسط مجموعة كبيرة من الملائكة لرعاة يرعون أغنامهم وأخبرهم عن ميلاد الطفل يسوع، وسمع الرعاة ترنيمة: “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرّة”. وعثر الرعاة على الطفل يسوع وركعوا أمامه وهو في المزود، وأخبروا مريم العذراء ويوسف البار بما قاله لهم ملاك الرب.

أما في الشرق فلقد شاهد بعض الحكماء نجماً غريباً يشير إلى ميلاد ملك عظيم، فقرروا الذهاب إلى مكان هذا الملك ليسجدوا له، وفي الطريق كان النجم يرشدهم حتى وصلوا القدس.

وكان الملك هيرودوس هو الحاكم بتفويض من الرومان، فأخبروه أن هناك ملك عظيم ولد بدلالة النجم. وخاف هيرودوس على ملكه ولجأ إلى الخداع وقال للحكماء : اذهبوا فابحثوا عن المولود وارجعوا إليَّ لأسجد له أنا أيضاً. وكان هيرودوس قد أزمع على قتل المولود لاعتقاده أنه سيأخذ منه الملك.

وعندما وصل الحكماء إلى المغارة ورأوا المزود سجدوا أمام الطفل يسوع وقدموا له الهدايا، وهي ذهب ولبان ومرّ، وعاد الحكماء إلى بلادهم دون أن يخبروا هيرودوس عن مكان الطفل حتى لا يقتله، وعلم هيرودوس بما حدث فأمر بعرض أطفال بيت لحم على السيف فحدثت مذبحة رهيبة طالت كل الأطفال مع عمر السنتين وأقل.

وقبل المذبحة، ظهر ملاك الرب ليوسف البار في الحلم وقال له : خذ الطفل وأمه وأذهب إلى مصر، فلقد قرر هيرودوس قتله، فأخذ يوسف البار مريم العذراء والطفل يسوع وسافروا إلى مصر ونجا يسوع من الموت.

عاشت العائلة المقدسة سنتين في مصر مات بعدها هيرودوس، فظهر ملاك الرب مرة أخرى ليوسف النجار وأمره بالعودة إلى بلاده. فعادت العائلة المقدسة إلى القدس وقررت العيش في مدينة الناصرة.

آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني

scroll to top