قام الشاب السوري من مدينة دير الزور، جلال حسين المتار، بمراسلة موقع خبر أرمني ليخبرنا عن قصة جدته الأرمنية.. وفيما يلي الرواية:
اسمها الكامل تروندا سركيس ميناسيان وهي جدتي والدة أبي قالت لي مرة : في أيام المجزرة (سنة 1915) قتلوا والدي؛ وكان والدها يعمل تاجر ذهب في مدينة ديار بكر؛ اخذتنا والدتي وهربنا انا واختي الكبيرة باتجاه سوريا؛ وبعد فترة وصلنا موقع (مركدا) شمال دير الزور فاستقبلنا احد البيوت العربية من عشائر البقارة؛ البسونا ثياب عربية انا واختي الكبيره ونمنا ليلتنا الأولى عندهم؛ لكنني افقت في الصباح على خبر مقتل امي حيث لحقنا الجيش العثماني مع العصابات الكردية إلى الموقع؛ ولم يقتلونا لأنهم حسبونا من العرب لأننا كنا نلبس ثيابهم؛
وتابعت : عشت لدى العرب بعد ذلك بينما سافرت اختي الكبيرة إلى القدس لكي تعمل راهبة (وعلمنا فيما بعد انه أصبح لديها ولد يعمل كمخرج سينمائي في لوس أنجلوس اسمه مايكل): عندما كبرت تروندا تزوجت من شخص عربي اسمه علي المطر و ذهبوا للعيش في دير الزور؛ بعد ذلك اخذت تروندا (والتي أسماها العرب خاتون لكي يبعدوا الشبهات عنها) اخذت تعمل بتجارة الاقمشة وبعد سنوات صارت من أشهر تاجرات دير الزور ولديها محلات اسمها (محلات خاتون لتجارة الاقمشة في منطقة البعاجين بدير الزور) والتي عمل معها فيها اثنين من أولادها الأربعة (خضر وحسين وإبراهيم وعبد اللطيف مطر). عاشت تروندا حياة كلها تعب وقهر وتوفيت في عام 1987. لا أذكر شيئا مميزا الا شيئا واحدا. عندما حكت لي الحكاية كنت لا أزال أرى علامات الصدمة والخوف في عيونها منذ قتل والدتها وكانها مثبتة في تلك اللحظة.
الكاتب : جلال المطر حفيد تروندا
Email : [email protected]
Whatsapp 00306983698757