موسيس خوريناتسي، مؤرخ أرمني عاش في القرن الخامس الميلادي، له كتاب شهير عن تاريخ أرمينيا حيث مذكور فيه أن دولة أرمينيا ككيان سياسي أنشأ بتاريخ 2492 قبل الميلاد وهو تاريخ لطالما اعتبر اسطوريا أكثر من كونه حقيقيا رغم أن خوريناتسي أكد في كتابه (تاريخ الأمة الأرمنية) أنه سافر إلى بابل واستعان بالسجلات الآشورية القديمة الموجودة هناك للتأكد من صحة ما يكتب.
إلا أن دراسة جديدة لعلماء الوراثة والجينات (حسب صحيفة النيويورك تايمز التي عنها ننقل لكم هذا الخبر) كشفت أن الأرقام التي قدمها المؤرخ الأرمني موفسيس خوريناتسي هي دقيقة ومنطقية إلى حد كبير. ففي دراسة أجريت مؤخرا على 173 من أرمن أرمينيا ولبنان وبعد مقارنتها مع نتائج دراسة أخرى اجريت على 78 شخص من شعوب أخرى من جميع أنجاء العالم تبين أن الأرمن في الحقيقة هم خليط من شعوب قديمة أحفادهم يعيشون اليوم في مناطق آسيا الصغرى وسردينيا وعدة مناطق أخرى. واقترحت الدراسة أن تاريخ إنشاء الدولة الأرمنية ككيان يقع في الفترة ما بين 2000-3000 قبل الميلاد والتاريخ الأقرب هو ما كتب عنه خوريناتسي في كتابه عن تاريخ الأمة الأرمنية.
وتستمر النيويورك تايمز بالكتابة فتقول:
في نهاية العصر البرونزي وتحديدا في خضم عملية الإختلاط السكاني الناجم عن زيادة النمو السكاني من جهة وزيادة حركة وإنتقال الشعوب من جهة أخرة بسبب التجارة والحروب بدأ العصر البرونزي في شرق المتوسط بالإندثار وذلك بعد العام 1200 قبل الميلاد ما كان له دور كبير في إنعزال الأرمن عن الشعوب الأخرى في المنطقة. ونلاحظ من خلال نتائج هذه الدراسات أنه لا اختلاطات جينية كبيرة بين الأرمن وبقية الشعوب بعد هذا التاريخ.
إن هذا الإنعزال ساعد الأرمن على بناء ثقافتهم الخاصة ولغتهم وأبجديتهم بل إنهم أيضا تميزوا بكونهم أول دولة تعلن المسيحية ديننا رسميا للدولة وذلك سنة 301 للميلاد.
كما اكتشف الباحثون في دراساتهم الجينية هذه أنه قبل 500 سنة تقريبا حدث إختلاف في الجينات الأرمنية بين أرمينيا الغربية والشرقية وهذا التاريخ يتزامن مع بداية الحروب العثمانية الصفوية والتي قسمت الشعب الأرمني بين عثماني وفارسي.
وفي هذا الصدد يقول هوفهانيس سيمونيان، الباحث والمؤرخ الأرمني من جامعة ساوثرن كاليفورنيا، أن نتائج هذه الدراسات الجديدة تثبت مرة أخرى صحة ما اعتدنا الاطلاع عليه في كتبنا التاريخية عن الأرمن والأمة الأرمنية._
المصدر: نيويورك تايمز، ترجمة خبر أرمني