إذا كما نوهنا سابقا فقد بدأ الرئيس الأرمني سيرج ساركيسيان زيارة عمل إلى ستراسبورغ حيث توجه أولا إلى المجلس الأوربي بحضور عدد من المسؤولين من الاتحاد وكانت أرمينيا قد أعلنت أنها تنوي تقديم هدية للمفوضية كعربون شكر من الشعب الأرمني للاتحاد. وفي الصالة الرئيسية للمبنى اجتمع المسؤولين الأرمن والأوربيين وتم الكشف عن الهدية وهو صليب حجري أرمني (خاتشكار) حيث سيعرض في مدخل مبنى المجلس الأوروبي بشكل دائم.
وبهذه المناسبة ألقى الأمين العام لمجلس أوروبا كلمة فيما يلي نصها بالعربية كما حصلنا عليها من وكالة آرمين برس الأرمنية:
“الرئيس سركيسيان، السيد نالبانديان، السيد راسموسن، سعادة السفير، سيداتي وسادتي.. يسرني أن أقبل هذه الهدية وهي نسخة طبق الأصل من خاتشكار القرون الوسطى، الحجر التذكاري ورمز ثقافة أرمينيا الغنية.
بوضع الذكرى السنوية الخامسة والستين للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان حيز النفاذ، فإن هذا الحفل سيكون بمثابة تذكير يومي لسبب كوننا هنا: حماية وتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون لصالح أكثر من 800 مليون مواطن في جميع الدول الأعضاء ال 47. إن المنحوتة ووجودكم الشخصي هنا اليوم، الرئيس سركيسيان، هما أيضاً مثال واضح على التزام أرمينيا بقيمنا وبالفضاء القانوني الأوروبي.
إن أرمينيا منذ انضمامها إلى مجلس أوروبا في عام 2001 اتخذت خطوات هامة لتنفيذ التزاماتها من خلال سلسلة من الإصلاحات الداخلية الشاملة ولا تزال هذه العملية جارية وتم إحراز تقدم كبير بالفعل. ومن بين آخر التطورات، شهدنا إصلاحات دستورية كانت موضع ترحيب، وقد لاحظنا تصميم الحكومة على حماية وتعزيز حقوق المرأة. وقد اتضح ذلك من خلال اعتماد قانون بشأن منع العنف المنزلي ومكافحته مؤخراً. وهذا بدوره مهد الطريق للتوقيع على اتفاقية اسطنبول، وأظهرت أرمينيا أيضاً قيادة سليمة داخل المنظمة خلال رئاستها الأولى للجنة الوزراء عام 2013. وأثناء فترة ولايتها، تم تنفيذ بعض المبادرات الرئيسية لتعزيز نظام محكمتنا، من خلال اعتماد بروتوكولات إضافية للاتفاقية الأوروبية.
لذلك وبما أن أرمينيا تواصل السير على طريق الوفاء الكامل بالتزاماتها، فإن شعبها وسلطاتها يمكن أن تعتمد على دعم مجلس أوروبا. وفي الوقت نفسه، نحن نقبل هذه الهدية بسرور وامتنان”.