9846.jpg

لن امنحكم حقدي.. بقلم: انطوان ليريس

بقلم: انطوان ليريس
(صحفي فرنسي سقطت زوجته برصاصات الإرهابيين في مسرح بتاكلان)

“مساء الجمعة، سرقتم حياة إنسان استثنائي، حب عمري، ام ابني، ولكنني لن امنحكم حقدي. لا أعرفكم ولا اريد ان أعرفكم، ذلك انكم ارواح ميتة. اذا كان هذا الاله الذي تقتلون، بصورة عمياء، من اجله قد خلقنا على صورته، فان كل رصاصة في جسد زوجتي هي جرح في قلبه.

لا، لن امنحكم هدية ان احقد عليكم، لقد اردتم ذلك ولكن الرد على الحقد بالغضب يعني الاستسلام للجهل الذي يجعلكم على ما انتم عليه. تريدون ان اخاف، وان أراقب من حولي بعين الريبة، وان أضحي بحريتي من اجل امني، لقد خسرتم، لان هذا اللاعب سيواصل لعبته.

هذا الصباح، شاهدتها، اخيرا بعد ليال وأيام من الانتظار. كانت جميلة كما كانت عندما غادرتني مساء الجمعة، كما وقعت مجنونا في حبها قبل اثني عشر عاما. المؤكد ان الحزن يدمرني، اعترف لكم بهذا الانتصار الصغير، ولكنه انتصار قصير الامد، لأنني اعرف انها ستصاحبنا كل يوم وأننا سنلتقي في جنة الأرواح الحرة التي لن تروها ابدا.

نحن اثنان، ابني وانا، ولكننا اقوى من كل جيوش العالم. ليس لدي المزيد من الوقت لكم، لان ملفيل يستيقظ من نومه، عمره لم يتجاوز السبعة عشر شهرا، سيتناول وجبته مثل كل يوم، ثم سنلعب معا مثل كل يوم. هذا الطفل سيمتهنكم طوال حياته لانه سعيد وحر، لأنني، لا، لن امنحكم حقدي”

نقلا عن آرا سوفاليان

scroll to top