9700.jpg

طرح ٣ كتب جديدة في انطلياس بمناسبة مئوية الإبادة الجماعية الأرمنية

أقيم احتفال في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في إنطلياس، تم في خلاله تقديم ثلاثة كتب لمناسبة الذكرى المئوية للابادة الأرمنية، لكل من: نورا بيرقداريان وصالح زهر الدين وسيتا دادويان، برعاية الكاثوليكوس آرام الاول وحضور بطريرك السريان الكاثوليك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلا بالمطران بولس صياح، بطريرك السريان الارثوذكس مار أغناطيوس أفرام الثاني ممثلا بالمطران مار ثيوفيلوس جورج صليبا وفاعليات.

بداية تحدث الأرشمندريت هوسيك مارديروسيان باسم الكاثوليكوس آرام الأول وقال:”كما تعلمون، تصادف هذه السنة، الذكرى المئوية للابادة الجماعية الأرمنية؟، واحتراما لذكرى هذه الكارثة الوطنية الأليمة، أقيمت نشاطات مختلفة من قبل الأرمن في أرمينيا وفي دول العالم المختلفة، كما أقيمت نشاطات عديدة عن مذابح السريان والكلدان واليونانيين. وقد شارك أبناء هذه الكنائس في كل نشاطاتها، فنحن تذكرنا سوِيا شهداءنا وطالبنا بالعدالة وسوف نظل نطالب بها من المجتمع الدولي”.

أضاف:”لقد ألقى الكاثوليكوس آرام الأول خطابا في 24 نيسان 2015 لمناسبة المئوية الأولى للابادة الأرمنية، حيث لخص فيه معنى هذه الذكرى في ثلاث كلمات “نتذكر، نذكر ونطالب”، ودعا قداسته إلى نقل القضية الأرمنية من مرحلة الإعتراف بها إلى مرحلة المطالبة واسترجاع الحقوق ضمن الإطار القانوني الدولي وحسب القوانين الدولية المعتمدة”.

وتابع:”إن الكنيسِة الأرمنية كضحية هذه الإبادة والتشريد بذلت وما تزال تبذل جهدا جبارا في مجال التوعية والمطالبة ومن ضمنها طباعة دراسات ومؤلفات عن الإبادة الأرمنية. نذكر هنا ثلاث كتب سوف نقدمها الليلة وهي: كتاب “شهادات لبنانية في الإبادة الأرمنية”، “Legal Avenues for Armenian Genocide ،Reparations”و”The Armenian Catholicosate of Cilicia”.

وختم لافتا الى “أن الكاثوليكوس آرام الأول يقدر عاليا جهود المساهمين الثلاثة، التي بذلت لمناسبة الذكرى المئوية الأولى للابادة الأرمنية”.

وأشارت بيرقداريان، كاتبة “Avenues for Armenian Genocide” الى أن “مئوية الإبادة الأرمنية شكلت مرحلة مفصلية في التاريخ المعاصر للشعب الأرمني وشهدت مواقف وحركات مطلبية ومشاريع جمة في مختلف أقطار العالم جاءت تثبت أن القضية ما زالت حية وبقوة، ولو بعد مرور مئة عام عليها في ذاكرة أبناء الشعب الأرمني وفي ضمائر الشعوب الوفية”، لافتة الى انها “قد حصدت جملة اعترافات من دول جاءت تضاف على قائمة الدول المؤمنة بالعدل والمناصرة لحقوق الإنسان وحقوق الشعب الأرمني والتي أرادت أن تفي المليون ونصف المليون من ضحايا الإبادة الأرمنية حقهم بالإعتراف بقضيتهم”.

وقالت:”لقد ارتأى الكاثوليكوس آرام الأول أن تشكل المئوية مرحلة عبور بالقضية الأرمنية نحو آفاق جديدة واعتبرها مناسبة مؤاتية لنقل المطالبة السياسية بالإعتراف بالإبادة الأرمنية الى أرضية التعويض وإحقاق الحق باسترجاع الإرث التاريخي باللجوء الى الأطر القانونية”.

وتابع:”في سياق تمهيدي نحو تحقيق هذا الهدف قد نظمت كاثوليكوسية الأرمن لبيت كيليكيا مؤتمرا دوليا في مقر الكاثوليكوسية شارك فيه ما يقارب الثلاثين خبيرا دوليا متخصصا في القانون الدولي العام وفدوا من أرقى الجامعات العالمية لعرض ومناقشة القضية الأرمنية من منظار القانون الدولي العام بغية البحث عن المسارات القانونية المؤاتية لبناء أسس المطالبة بالحق على أرضية قانونية والركون الى العدالة، وحمل المؤتمر العنوان التالي “القضية الأرمنية من الإعتراف الى التعويض”.

واضافت:”لقد شكل هذا المؤتمر سابقة في مقاربة القضية الأرمنية ومحطة مفصلية في مسارها والرافعة الفكرية التي بادرت الى نقل القضية الأرمنية الى مستويات عديدة”، واشارت الى “ان القيمة النوعية للمداخلات والمقاربة الأكاديمية المتخصصة دفعت مجلة القانون الجنائي الدولي International Criminal Law Review الى تبني مضمون المؤتمر ونشرها في عدد خاص من المجلة، وبذلك يشكل هذا المرجع أول مستند قانوني علمي يطرح المقاربة القانونية للقضية الأرمنية من منطلقاتها المختلفة”.

وقالت:”اليوم، ولمناسبة الذكرى المئوية للابادة الأرمنية، وبغية إيصال مضمون هذا العدد القيم الى أكبر عدد من القراء وبغية إيفادها الى الشتات الأرمني القاطن في مختلف أنحاء العالم، بادر الكاثوليكوس آرام الأول لشراء حقوق النشر لهذا العدد الخاص من دار نشر Brill & Nijhoff publishers بغية إعادة نشرها في مطبعة الكاثوليكوسية وبأعداد كبيرة حتى يتم توزيعها الى أهل الإختصاص في كل أنحاء العالم”.

ورأت أنه “لا بد من الإقرار أن مضمون هذا المرجع فتح البوابة القانونية أمام القضية الأرمنية، وأن إصداره اليوم يعتبر من المبادرات النوعية التي تصب في خدمة القضية الأرمنية في مضامينها القانونية والحقوقية”.

وتحدث زهر الدين عن كتابه “شهادات لبنانية في الإبادة الأرمنية” وقال:”شكلت مئوية الإبادة الأرمنية حدثا بارزا في مختلف الأوساط كما في مختلف الدول واحتلت مرتبة دولية مميزة على هذا الصعيد، ونظرا لهذا الإمتياز كان لا بد من عمل ثقافي فكري توثيقي يليق بالمناسبة والذكرى، فكان هذا الكتاب كتابا جديدا في عنوانه وموضوعه وتوقيته وشهاداته”.

أضاف:”لقد كانت فكرة الكتاب لفتة كريمة من قداسة الكاثوليكوس آرام الأول الى لبنان واللبنانيين تقديرا واحتراما في ذكرى مئوية الإبادة لاحتضانه واحتضانهم الشعب الأرمني وحمايته بعد الجريمة الإبادية التي تعرض لها على أيدي العثمانيين الطورانيين، فكانت أكبر وأول مجزرة شهدها القرن ال20 ذهب من جرائها أكثر من مليون ونصف مليون أرمني”.

وتابع:”إن كتاب شهادات لبنانية في الإبادة الأرمنية، هو عمل جديد فعلا لأنه يتناول أكثر من مئة شهادة ورأي وموقف لشخصيات لبنانية من مختلف فئات الشعب اللبناني وطبقاته وأحزابه ومؤسساته لم يتضمنها أي كتاب آخر من قبل”، مشيرا الى أن “الشهادات التي تضمنها الكتاب تؤكد تأكيدا صادقا عن محبة واحترام الشعب اللبناني تجاه الشعب الأرمني وعن التضامن معه في نضاله لاسترجاعه حقوقه المغتصبة”.

وأوضح أن الكتاب “تضمن فصولا عشرة تناولت شهادات، محاضرات وثائقية وشهادات بحثية ودراسات علمية إضافة الى شهادات رؤساء الجمهورية اللبنانية، رؤساء الحكومات ومجلس النواب، وشهادات نواب ووزراء ورجال دين وأساتذة جامعيين وأكاديميين وديبلوماسيين ومفكرين ومثقفين وشعراء وأدباء وفنانين وصحافيين وإعلاميين وانتهاء بشهادات بعض الأحزاب اللبنانية”.

وقال:”لم أجد إهداء أثمن أقدمه لقداسة الكاثوليكوس آرام الأول في هذه المناسبة، الذكرى المئوية للابادة عبر وثيقة بعنوان “وثيقة تنازل وإهداء الى قداسة الكاثوليكوس آرام الأول أتنازل فيها عن جميع حقوقي التأليفية والفكرية والمادية عربون تقدير واحترام”.

وختم:”من هذا الصرح الأرمني العريق، إسمحوا لي أن أوجه تحية الى النخبة المميزة من المثقفين والمفكرين الإنسانيين الأتراك الذين تجرأوا ويتجرؤون على إعلان آرائهم ومواقفهم الداعية الى الإعتراف بالإبادة الأرمنية متحدين سياسة الإنكار الرسمية بكل ما تحمله من عذابات ومصاعب”.

واشارت د دادويان الى أن كتاب “The Armenian Catholicosate of Cilicia History, Mission, Treasure” (كاثوليكوسية الأرمن لبيت كيليكيا: تاريخ، رسالة و ثروة) ” هو عمل مميز في الشكل والمضمون والهدف وهو عمل تاريخي بمفهوم التاريخ المعاصر”.

وقالت:”إن للأرمن المصلحة في معرفة تاريخ كنيستهم وكاثوليكوسيتهم في جميع أنحاء العالم، فهذا أمر ضروري للحفاظ على هويتهم”، ورأت “أن أنطلياس وسيس (حاليا كوزان تركيا) يشكلان وحدة واحدة في الحاضر وفي المستقبل”.

أضافت:”يتطرق هذا الكتاب الى ذكريين مئويتين، لكن ليس عن طريق الصدفة. الأولى ذكرى الإبادة الأرمنية والثانية الانتقال الجبري للكرسي الرسولي من كيليكا. والجدير بالذكر أنه في جميع الحالات وفي جميع الأوقات، كانت الكنيسة مع الشعب في كل مكان، ولكن بعد الانتقال الجبري استطاعت الكنيسة أن تحقق نهضة في تاريخ الكنيسة و تاريخ الشعب الأرمني”.

ورأت أن “رحلة التطور الديناميكي هي جزء من التجربة الأرمنية في الشرق الأوسط “، وقالت:” لقد عاش الأرمن في هذا الشرق واستمروا وتأقلموا معه وأصبحوا جزءا لا يتجزأ منه”.

وأوضحت أن “الأجزاء الثلاثة اتي يتضمنها الكتاب هي مجمل مقالات أكاديمية، وصور ومعلومات يكمل بعضها البعض الآخر”، وقالت:”تجسد الكاثوليكوسية العنصر الوحيد والأساسي في النظام الأرمني الضخم في جميع الأمكنة والأزمنة ولجميع الأرمن، لذا يجمع هذا الكتاب تاريخ الكاثوليكوسية وتاريخ الشعب الأرمني اللذين يستحيل فصلهما الواحد عن الآخر”، لافتة “الى ان هذا الكتاب هو كتاب قيم و يتطرق لشهادة هذا الكرسي الرسولي”.

وقد تخلل الحفل معزوفات فنية كلاسيكية.

نقلا عن: ليبانون فايلز

scroll to top