9374.jpg

آرتين.. بقلم آرا سوفاليان

الطرب في حلب والفن في حلب …حتى اليوم حافظت حلب على النوادي العائلية، حيث تجد ان الأسر قد خصصت جزء من دخلها للذهاب الى النوادي العائلية مساء السبت لحضور فرقة غربية أو فرقة أرمنية ككوميداس ومن هو مثلها، حضور راقي جداً وجوّ عائلي لطيف، وأناس اجتمعوا على حب الموسيقى، وقد ابرز هذه الناحية ودعمها، كل شباب الارمن، وأصبحت المسألة عدوى، فهناك موسيقيين ليسوا أرمن، تعلموا اللغة الأرمنية، وصارت لغتهم الأولى، ويعزفون في فرق ارمنية، وبرنامج ارمني لا ينتهي إن هم بدؤوا إلا بعد اسبوع…الأرمن طوّرا حلب ورقّوها…اما في الشام فلم يبق نادٍ عائلي إلا وتحوّل الى ماخور بحجة لقمة العيش…واقتحمت فلول النوَر كل المطاعم والكازينوهات والنوادي العائلية، ونساؤهم شبه عاريات والطبنجة على الخصر والنواهد اللواعب وجدلات الشعر الصناعي تصل الى الكاعب وتداعب اصابع القدمين، والراح مرتاح، والنقوط كزخ المطر فوق رؤوس الشيخة نورا وأخواتها والشيخة حسنة وشقيقاتها وطبّال النور يترك الطبل ويجثو ليلتقط أمهات الطرابيش من أرض المسرح، وخمسمائة محروقة وألف مبروقة، ويأتي قاسم النصف، ليقسم النقوط بين الناس فتكون حصة صاحب المحل هي الأعلى.

وبالعودة الى المنقّطين نجد انهم حشد من المرتشين ومن الناس الذين لا يمكن مناقشتهم، وجماعة ظل الله على الارض، والمجرمين اللصوص الذين يسطون على محلات الصيّاغ ويذبحونهم ويستولون على جنا عمرهم، ويسرقون البيوت عند خلوّها من أهلها سابقاً وعلى عين أهلها حالياً… هؤلاء الذين جمعوا كل هذا المال بلا عناء ينفقونه ايضاً بلا عناء.
والمصيبة الكبرى تتلخص في سطر ” الدولة كانت تعرف ”

هؤلاء كان يجب التخلص منهم لمرة واحدة والى الأبد…هؤلاء كان يجب اجتثاثهم بدلاً من رعايتهم، فهم ضباع شاردة هربوا بعد أول فرصة سانحة، هؤلاء جلبوا لنا العار، وتلك الغيوم القذرة أتت بهذه الأمطار.

وهذه الامطار كلها دماء وموت زؤام والضحايا لا يعلمون من أجل أي شيء يموتون…

من يستطيع التنبؤ بعدد القتلى الحقيقي !!! لا أحد ….يحدث تفجير وتكون الحصيلة اثنان من القتلى و100 جريح…وهؤلاء الجرحى هم قتلى الغد وبالتالي عدد القتلى ليس اثنان بل مئة واثنان.

حلب… أرقى وأجمل مدينة في سوريا

الفرق بين أهل حلب والدواعش هو مليار سنة ضوئية…ممكن للدواعش أن يكسرو الكمنجة على راس أرتين بعد ذبحه ولكن حلب لن يتم دعوشتها…. تذكرت فلم التيتانيك والفرقة الموسيقية التي كانت تعزف والسفينة تغرق….الفرق مليار سنة ضوئية من الحضارة تفصل ارتين عن عدو آرتين

آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
25/09/2015

scroll to top