9324.jpg

أعيرونا وطناً يتسع لأحلامنا.. بقلم: ليون زكي

امنحونا مزيداً من الأوطان تتسع لقوافلنا الهاربة من أتون الحرب، قيدونا بالأصفاد إن شئتم عند كل حدود، دعونا خلف الأسلاك الشائكة وأطعمونا فتات الخبز، وزعوا صورنا الجماعية البائسة على محطات التلفزة لكن أعيرونا في نهاية المطاف وطناً يشبه وطننا بربيعه الذي طال كثيراً ولم يئن لثماره أن تنضج بعد… وطناً يتسع لأحلامنا.

هل من وطن يستوعب عبثيتنا ونزعتنا الدائمة للاقتتال وجلد الذات، هل لديكم متسع من الأرض كي نمارس فيها هواياتنا التقليدية في إشعال الحروب الواحدة تلو الواحدة وبوقود بأجسادنا للتضحية بالنفس وإفناء الآخر، هل تتقبلون حماقاتنا وتمردنا وعصبيتنا وميلنا ورغبتنا بالانتحار؟

إذا عجزتم عن تقبلنا كما نحن فاتركوا لنا أرضنا ووطننا لنعيش فيه وافسحوا لنا المجال كي نقف أمام ذاتنا ونصطلح مع أنفسنا، كفوا أيدكم عنا وأزيلوا وصايتكم علينا فقد بلغنا من الكبر ما يكفي كي نتحمل التكليف وذقنا مرارة الحرب ما يكفي لنترك صهوة جوادنا ونطلب السلم من أنفسنا لأنفسنا.

سورية لنا وحدنا وكلكم غرباء عنها، هي الوحيدة القادرة على تحمل نزقنا وطيشنا، هي أمنا الحنون التي تعفو عنا مهما بلغ مقدار أخطائنا ودرجة قسوتنا بحقها وحق بعضنا بعضاً، هي فقط التي تتسع لطموحاتنا وآمالنا وتستوعب نرجسيتنا وجاهليتنا، وهي التي ستحتضن تشردنا من جديد وتعيد بناء إنسانيتنا قبل أن ترتب وتسوي أحجارها التي أتينا على أولها وآخرها.

بقلم: ليون زكي

scroll to top