9268.jpg

أرمينيا الويلسنية

أرمينيا الويلسنية

يقصد بعبارة أرمينيا الويلسنية جمهورية أرمينيا الأولى بحدودها التي اتفق عليها أن تكون حسب معاهدة سيفر التي وكلت الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون ترسيمها.

معاهدة سيفر كانت معاهدة سلام صيغت ووقعت بين قوى التحالف الغربية وحكومة الإمبراطورية العثمانية الخاسرة في الحرب العالمية الأولى حيث تم توقيع هذه المعاهدة في أغسطس/آب من العام 1920. المعاهدة لم توقع أبدا من قبل الولايات المتحدة إلا أنها وقعت من قبل حكومة الإمبراطورية العثمانية وإن رفض هؤلاء التصديق عليها فيما بعد لظروف دولية لم تسر لصالح أرمينيا آنذاك.

معاهدة سيفر كانت تنص في إحدى بنودها على أنه ينبغي على رئيس الولايات المتحدة الأمريكية التكفل بمهمة ترسيم الحدود بين أرمينيا وتركيا بالأخذ بعين الإعتبار الهوية الحقيقة لبعض الولايات الشرقية في الإمبراطورية العثمانية والتي كان يشكل الأرمن الغالبية من شعبها قبل الإبادة الجماعية الأرمنية عدا عن كونها الوطن التاريخي للشعب الأرمني منذ آلاف السنين.

الرئيس ويلسون قام فعلا برسم تصوره للحدود بين أرمينيا وتركيا وضم إلى جمهورية أرمينيا الأولى مناطق فان، إيرزروم وبيتليس وهي المناطق التي كانت ذات غالبية أرمنية قبل الإبادة الجماعية الأرمنية. أيضا اتجه ويلسون شمالا وضم لجمهورية أرمينيا الأولى مناطق طرابزون وبالتالي منح أرمينيا فرصة الحصول على منفذ بحري على البحر الأسود عبر ميناء طرابزون الشهير.

مجلس الشيوخ الأمريكي رفض فكرة توسع أرمينيا أما تركيا فقد اعلنت حرب الإستقلال عن الإمبراطورية العثمانية ما دفع أنقرة للمماطلة وعدم التصديق على معاهدة سيفر. بعد حين اندلعت الحرب الأرمنية التركية والتي انتهت بالتوقيع على معاهدة الكسندرابول (2 نوفمبر/تشرين الثاني 1920) التي اعلنت جمهورية أرمينيا الأولى ولكن تم عبرها تقليص مساحة جمهورية أرمينيا الأولى لتكون أصغر بكثير مما كان مخططا لها أن تكون في حال تطبيق معاهدة سيفر.

بعد سنوات وتحديدا العام 1923 جاءت معاهدة لوزان والتي لغت معاهدة سيفر ورسمت حدود جديدة بين أرمينيا وتركيا وهي الحدود القائمة إلى يومنا هذا والتي خلفها مباشرة تقع جبال آرارات التوراتية المقدسة التي ما تزال تنتظر لحظة المعانقة مع الوطن الأم.

scroll to top