هل تفضّل ألمانيا أم السويد.. بقلم: آرا سوفاليان

ألمانيا صاحبة أعظم اسطول بحري في العالم، أغرقت معظم سفن بريطانيا العظمى، واغرقت ايضاً معظم سفن اميركا وفرنسا في الحرب العالمية الثانية، تقف اليوم عاجزة عن تأمين سفن آمنة تنقل السوريين فيها الى مأمن !!!

مجرد التفكير بأن الهدف النهائي لكل ما يحدث في سوريا هو جعلها بلد خاوية على عرائشها لا تحوي انسان على قيد الحياة، يدبّ كل الرعب الموجود على الأرض في قلوب من بقي في قلوبهم بعض الأمل..

اذا كان هذا هو الهدف فلماذا القتل…لماذا الأرض المحروقة…لماذا تتركونا لنضرب الأخماس في الأسداس…قولوا لنا الحقيقة…هذه خطة مرسومة بدقة وتعرفون دقائقها… تريدون اخلاء سوريا وتفريغها من شعبها…حسناً فالعين لا تقاوم المخرز ولكن لماذا القتل؟ لماذا الموت؟ لماذا الترويع؟

ان عدد السفن التي غرقت في المتوسط خلال العامين الأخيرين يفوق عدد السفن التي غرقت في المتوسط منذ افتتاحه والى اليوم…من اين جمعتم السفن التي تغرق خلال سفرة واحدة؟

قذيفة واحدة في ساحة الرئيس اليوم في جرمانا تسببت في قتل اربعة وجرح 45 وتمنى صديق لي ان يكون للإنسان نصيب في صنع مستقبله او تحديد مصيره ولو على بعد مسيرة يوم واحد، فيجيبه آخر: الإنسان مسيّر وليس مخيّر…ونفذ صبري وخرجت عن رزانتي وكتبت: قذيفة واحدة في ساحة الرئيس اليوم في جرمانا تسببت في قتل اربعة وجرح 45 فإذا كان الذي أطلقها مسيّر فعلينا معاقبة الذي سيّره !!! احترموا عقولنا وبالحدّ الأدنى كرامة لله !!!

يسيّرون مراكب الموت ويخيّرون ركابها ما بين الموت والموت، وتتفاصح سيدة فتقول: أعجب من أهل يرمون بأطفالهم الى التهلكة…وأقول لها: لأن هناك خيارات عديدة واختاروا رمي أطفالهم الى التهلكة…وهل رموا بأطفالهم ونجوا بأنفسهم ؟ عجيب هذا الخيال المعيب.

هذه القصيدة التي سترد تباعاً أفقدتني رشدي…وهاتين الصورتين زعزعتا ايماني…فهذا الذي يحدث اليوم للشعب السوري حدث للشعب الأرمني وكانت النتيجة مليون ونصف قتيل وارض محروقة خالية على عرائشها .

مجرد التفكير بأن الهدف النهائي لكل ما يحدث في سوريا هو جعلها بلد خاوية على عرائشها لا تحوي انسان على قيد الحياة، يدبّ كل الرعب الموجود على الأرض في قلوب من بقي في قلوبهم بعض الأمل..

أما القصيدة فهي أكثر بلاغة من كل المعلقات وكل الكتب المقدسة وهي التالية:
شايف هذا البحر يا حمودي
كلوووو عبرتو منشانك
بعت البيت وامك باعت الاسوارة
كان بدنا تنام وما تفز عصوت القصف
كان بدنا ياك ترجع تشرب حليب
كان بدي احميك من القصف
خايف شي يوم تعيش يتيم
حمودي رد عليي يا ابي
وصلنا يا عيون ابوك
رح سجلك بالمدرسة
واشتريلك العاب
واكلات
حمودي
نمت يا روحي
نام يا ابي نام
الله يقبل لجوئك

ملاحظة: تم نظم هذه القصيدة من قبل ابو حمودي ومن العالم الآخر.

شاركها وخلي العالم يشوف حسبي الله وهو نعم الوكيل Mohannad Kardan.

آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
02/09/2015

scroll to top