8907.jpg

مخيم لاجئين / رأس العين

مخيم لاجئين أرمن قرب رأس العين السورية

تم توثيق أحداث الإبادة الجماعية الأرمنية بعشرات الألاف من الوثائق التي تتضمن أيضا تقارير دبلوماسية، شهادات ناجين بالإضافة لمذكرات شخصيات هامة كتبت عن الموضوع عدا عن القصص الشفهية التي تناقلتها الأجيال عن هول وفظاعة ما حل بالأرمن. إلى جانب كل ذلك ما تزال صور وشهادات جديدة تظهر للعلن عاما بعد عام لتثبت من جديد حقيقة ما تعرض له الأرمن من إبادة جماعية على أيدي السلطات العلثمانية.

الصورة المرفقة أعلاه هي من مجموعة من الصور الجديدة التي حصل عليها متحف الإبادة الجماعية الأرمنية في العاصمة يريفان سنة 2015 والتي تضم أكثر من 100 صورة جديدة عن الإبادة الجماعية الأرمنية.

وجاء في موقع المتحف في وصف الصورة:

“هذه الصورة ملتقطة من على شرفة الطابق الثاني من بناء قريب من مخيم للاجئين الأرمن بين الأعوام 1915-1916 في منطقة رأس العين السورية. طريقة إلتقاط الصورة تظهر الخوف الذي كان ينتاب كل من يحاول تسجيل أو إلتقاط أي صورة لمعاناة الأرمن في تلك الحقبة، فنلاحظ مثلا في هذه الصورة كيف أن حافة الشرفة قد أخفت نصف المشهد حيث كان المصور يخفي الكاميرا ولا يرغب أن يشاهدها أحد فقامت العدسة بالتقاط نصف صورة بدلا من صورة كاملة. المصور كان خائفا من العقاب الذي ينتظره في حال اكتشاف أمره.. العقاب الذي كان من الممكن أن يصل لحد القتل”.

رأس العين بلدة صغيرة تقع على ضفاف أحد فروع نهر الفرات الشهير وقد كانت ملجأ للعديد من الأرمن القادمين من محافظات سيباستيا، ديار بكر، خاربيرت، بالإضافة للبعض القادمين من القسطنطينة وكيليكيا. وفقا لبعض شهود العيان كانت هذه المنطقة تشهد يوميا موت ما يقارب 500-600 شخص بسبب البرد، الجوع والأوبئة. ويقال أن ما بين 3000-14000 أرمني قضي عليهم على هذا النحو في رأس العين في غضون 4 أشهر لدرجة أن السلطات المحلية طلبت إقاف إيواء اللاجئين في هذه المنطقة.

أما في فبراير/شباط من العام 1916 فقد وصل والي فان السابق المدعو جودت بيك، بعد تعينه واليا على أضنا، وصل إلى رأس العين ليأمر السلطات المحلية بقتل وإبادة 50.000 من الأرمن المتواجدين هناك. المسؤول عن البلدة رفض تنفيذ أوامر القتل هذه فتم عزله من منصبه وبدأت عمليات القتل الجماعية بحق الأرمن إذ يقال أن 70.000 تم التخلص منهم نهائيا في غضون أيام قليلة في رأس العين وبعض المناطق القريبة المحيطة بها.

وعن هذا الموضوع يكتب حاكم بغداد س. ناصيف قائلا: “إن إبادة الأرمن ستصبح أحلك صفحات التاريخ التركي سوادا”.

أما القنصل الأمريكي في خاربيرت السيد ليزلي ديفيز فيقول: “أشك في أن تكون تاريخ البشرية برمتها قد شهدت في أي وقت سابق مذابح وفظاعات من النوع التي تشهدها هذه المنطقة. لا استطيع أبدا أن أتخيل كيف يمكن لعقل بشري أن يضع خطة رهيبة وشيطانية من هذا النوع”.

»» لتحميل وعرض الصورة بالحجم الكامل، إضغط هنا.

scroll to top