8858.jpg

حضور فاعل للسوريين المسيحيين فيها.. حافظ الأسد رئيساً للهند!

نقل رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني ليون زكي عن مسؤول رافق الرئيس الراحل حافظ الأسد خلال زيارته الرسمية الأولى للهند سنة 1978 أن مفارقة غريبة حدثت أثناء مرافقة وزير الدفاع الهندي ج. إيه كيه أنتوني للرئيس الأسد في ضاحية بالقرب من نيودلهي العاصمة، حيث هتف الآلاف من الهنود الذين احتشدوا في إحدى الساحات: الأسد رئيسنا… الأسد رئيسنا!.

وأوضح زكي أن الرئيس حافظ الأسد سأل مرافقه وزير الدفاع المسيحي من أصل سوري، والذي قبل يده لدى استقباله له، عن فحوى الترحيب به بهذه الحفاوة والهتاف باسمه رئيساً للهند فردّ الوزير بأن هؤلاء مسيحيون سوريون وبأن الأسد رئيسهم ما دام رئيساً لدمشق التي تضم الكرسي الرسولي لكنيستهم السريانية الأرثوذكسية.

وأشار زكي أن المسيحيين السوريين في الهند يفتخرون بانتمائهم إلى أسرهم السورية الأصلية، ويُعزى حُسن سلوكهم إلى تلك الأسر، وهم شغلوا مناصب سياسية وتنفيذية مرموقة مثل وزير الدفاع أنتوني، ولهذا المنصب مكانة خاصة في دولة نووية ولديها صواريخ بالستية عابرة للقارات، عدا عن تبوء أومين شاندي لمنصب رئيس وزراء إحدى الولايات ولمنصب أول وزير للسكك الحديدية وأول وزير مالية بعد استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947، كما أن مساعدي رؤساء وزراء الهند من أسرة غاندي كانوا من المسيحيين السوريين.

ولفت إلى أن عدد المسيحيين السوريين بلغ أكثر من 5.5 ملايين نسمة لعام 2014 من أصل 32 مليون مسيحي هندي إلى جانب 220 مليون مسلم من عدد سكان الهند البالغ 1.4 مليار نسمة معظمهم من الهندوس “ودخلت الديانة المسيحية الهند في القرن الأول للميلاد على يد القديس توما الرسول أحد تلامذة المسيح الاثنا عشر والذي رست سفينته مع عدد قليل من الأسر المسيحية السورية على شواطئ الهند في عام ٥٢ ميلادي وبنا سبع كنائس، وتضاعف عدد المسيحيين السوريين الذين جاؤوا من سورية عندما غزا العرب الهند”.

وبين ليون زكي أن المسيحيين السوريين يشكلون جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الهندي “فهم لا يميزون أنفسهم عن الجاليات الأخرى بالعادات والتقاليد واللباس، ويتمتعون بالحرية الكاملة في إقامة شعائرهم الدينية ضمن كنائسهم التي يزيد عددها عن 1000 كنيسة إلى جانب 17 ديراً و لهم 5 مشافي ومئات المدارس و8 جامعات وكلية لاهوتية واحدة”. ونوه إلى ما أوردته بعض كتب التاريخ بأن بعض الأسر من الطبقات البرهمية الهندوسية الهندية، وهي أرقى طبقات الهندوس في الهند، اعتنقت الديانة المسيحية.

وأضاف: “عندما غدا المسيحيون السوريون ملاك أراضي منحتهم الملكية إحساساً بالأمن والاستقرار فبدأت أجيالهم الجديدة بممارسة أعمال جديدة كما في مجالات المعلوماتية والفنادق والمجوهرات بالإضافة إلى الاشتغال بتجارة الأراضي والعقارات، ويذكر اقتصاديون بأن المسيحيين السوريين عملوا بتجارة القروض بسبب ثرواتهم الهائلة ودخلوا القطاع المصرفي من أوسع أبوابه، فتملكوا في بنوك مثل (بنك بالاي المركزي) و(بنك كوتايام أورينت) في منتصف القرن العشرين، واعتبرت مجلة (فوربس آسيا) رئيس شركة (ماتوت فانياس) إيم. جي. جورج السوري المسيحي ضمن قائمة أغنى مائه هندي، وتحتل صحيفة (مالايالا مانورما) التي تأسست سنة ١٨٩٠ في المرتبة الثالثة بين كبريات الصحف الهندية وتديرها أسرة كانداتيل مايلاي المسيحية السورية. فإسهامات المسيحيين السوريين الهنود في المجتمع الهندي خير دليل على التعايش السلمي في الهند وأنموذج عن مقولة: “الوحدة في التنوع”.

يذكر بأن في الهند جالية أرمنية كبيرة وقديمة.

scroll to top