8766.jpg

دير مار اليان في القريتين.. بقلم: آرا سوفاليان

مصيرهم هو الفناء وموطنهم مزابل التاريخ…تركوا الدنيا ولحقوا النصارى والنصارى لا حول لهم ولا قوة بعد كل الابادات والتهجير وضياع موطنهم التاريخي بلاد الشام والعراق واسيا الصغرى.

أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان أن تنظيم الدولة_الاسلامية قام بهدم دير مار إليان في مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي بعد السيطرة عليها.

وقام عناصر التنظيم بهدم الدير، مستخدمين الجرافات، بحجة أن “الدير يعبد من دون الله…(الدير يعبد من دون الله !!! أم أن الله يعبد في الدير).

وقد تم نقل نحو 110 مواطنين من أبناء مدينة القريتين بينهم العشرات من أتباع الديانة المسيحية إلى مدينة الطبقة بمحافظة الرقة، بعد اختطافهم منذ أسبوعين، وأن التنظيم سيعمد إلى تخيير المواطنين من أتباع الديانة المسيحية، بين “اعتناق الإسلام أو دفع الجزية”، فيما لا يزال مصير الـ 70 الآخرين من أصل الـ 180، الذين تم اختطافهم مجهولاً حتى اللحظة….ويدّعون انه لا اكراه في الدين تبين الرشد من الغيّ…الرشد هو اللا اكراه والغيّ هو الاكراه…وهؤلاء هم الغيّ وغيّ الغيّ…هذا الأرث الانساني الرائع ليس ملك المسيحيين وحدهم بل هو ارث الوطن، فكيف سيتم تعويضه؟

هؤلاء يعتقدون بأنهم ظل الله على الأرض ولكن مصيرهم هو الفناء وموطنهم مزابل التاريخ…تركوا الدنيا ولحقوا النصارى والنصارى لا حول لهم ولا قوة بعد كل الابادات والتهجير وضياع موطنهم التاريخي بلاد الشام والعراق واسيا الصغرى….بعد بدعة اتهامنا بأننا نعبد الصليب وهو أداة إعدام لا غير… تأتي بدعة جديدة وهي اتهامنا بأننا نعبد الأديرة من دون الله…حيث لم يتطاول مسيحي واحد في بلاد الشام على أي مسجد وذهب بابا الفاتيكان الى بناء مسجد في الحاضرة ليصلي فيه الضيوف…والمسجد الأزرق وهو من أوابد عاصمة الأرمن يريفان لا يبعد عن جاثوليكوسية الأرمن حيث مقر البابوية الارمنية المشرقية المقدسة إلاّ بضعة كيلومترات…عجيب أمر هؤلاء الذين يحاولون اعادة عقارب الساعة الى الخلف لتتوقف في عصر البهيمية.

آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
22/08/2015

scroll to top