7944.jpg

إسماعيل أنور باشا.. أحد مهندسي الإبادة الجماعية الأرمنية

إسماعيل أنور باشا، قائد عسكري عثماني وأحد قادة حركة تركيا الفتاة وأحد المنفذين الرئيسيين للإبادة الجماعية الأرمنية، ولد في أسطنبول وتخرج من الكلية الحربية ضابطا ليعين في الفيلق الثالث بسلانيك، ثم عين رئيس أركان الفيلق الثالث بمناستر، وأنضم هناك إلى الاتحاد والترقي. شارك في ثورة 1908 ضد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني كما شارك في حرب طرابلس ضد الإيطاليين ثم سافر إلى إسطنبول ليصبح وزيراً للحربية (ناظر الحربية) في الدولة العثمانية.

خلال الحرب العالمية الأولى قاد الجيش الثالث العثماني ضد الروس في معركة ساريكاميش بالقوقاز، ثم تصدى للحملة البريطانية في العراق ويقال أنه نجح في صد هجوم الجيش البريطاني ومنعه من دخول بغداد عام 1916م. ولكنهُ سرعان ما تراجع وأنهزم وأستطاع الأنكليز احتلال بغداد عام 1917م، وقد قتل في بخارى خلال حرب ضد الحكومة البلشقية في وسط آسيا عام 1922 على يد ضابط أرمني.

هزيمته في معركة ساريكاميش واعتباره الأرمن سببا في ذلك:

تم تعين أنور باشا قائدا للقوات العثمانية في الحرب التي دارت ضد الجنود الروس في الجبهة القوقازية حيث كان يرغب هذا الباشا الصاعد طرد الروس من المناطق الشرقية وإستعادة سيطرة العثمانيين على مناطق كارس وباتومي التي كانوا سابقا قد تنازلوا عنها للروس بعد الحرب الروسية التركية التي جرت بين الأعوام 1877-1878.

كان أنور يعتقد نفسا قائدا عسكريا كبيرا وفذا وأنه يملك خططا تمكنه من إستعادة “الأراضي العثمانية” من قبضة الروس إلا أن المستشار العسكري الألماني ليمان فون ساندرز (حسب مذكراته) كان يعتبره غير كفء لإدارة أي معركة. وبالفعل فقد هزم أنور في معاركته ضد الروس في ساراكاميش في الفترة ما بين ديسمبر/كانون الأول 1914 و يناير/كانون الثاني 1915 ويقال أن فشله كان بسبب تجاهله لعوامل التضاريس والطقس في مناطق شرق الأناضول والقوقاز.

هزم أنور باشا الذي قاد جيشا مؤلفا من قرابة 90.000 مقاتل ضد الروس فتراجع بعد أن مقتل عشرات الألاف من جنوده. والطريف أنه بعد عودته إلى القسطنطينية (عاصمة الأمبراطورية العثمانية آنذاك) وجه تهما للأرمن وأدعى أنهم السبب في فشل حربه ضد الروس مع العلم أن أحد الجنود الأرمن ويدعى هوفهانيس كان قد أنقذ حياته حين حمل أنور ونقله من الصفوف الأمامية إلى الخلفية بعد إصابة بليغة كان قد تعرض لها.. ورغم ذلك لم يكترث أنور لأخلاص الأرمن ورائ في تهمه للأرمن ذرائع مناسبة لتحقيق غايات أكبر كانت الإمبراطورية تخطط لها منذ أشهر.. إفناء الأرمن من الوجود، الإبادة الجماعية الأرمنية.

مقتله على يد هاكوب ميلكوميان:

في الـ 4 من أغسطس/آب من العام 1922 قام فرق من الجيش الأحمر بقيادة هاكوب ميلكوميان بشن هجمات مباغتة على أنور باشا ورجاله والتي نتج عنها مقتل المجرم أنور بنيران الرشاشة وتقول المذكرات التي تناولت الحادثة أن أنور تلقى رصاصة قريبة من قلبه ما أدى إلى مصرعه فورا، في حين أن بعض الروايات تقول أن أنور هرب أثناء هذه الهجمات وأختبأ في إحدى المنازل لمدة 4 أيام إلى أن عثر عليه ميلكوميان وقام بقته إنتقاما لشهداء أمته الذين قتلوا في عمليات الإبادة الجماعية الأرمنية التي نظمها الثلاثي أنور، طلعت وجمال.

_

scroll to top