7454.jpg

موسكو تدق جرس الإنذار: أرمينيا تتجه إلى انقلاب بالسلاح مدعوم أمريكيا

شهدت أرمينيا التي كانت من قبل جمهورية صغيرة تابعة لروسيا الإتحادية، اندلاع احتجاجات واسعة مذهلة في الأيام الأخيرة. ففي الظاهر كانت التظاهرات ضد الزيادة في أسعار الكهرباء، ولكن في المقابل بدأ الصحفيين المحافظين والسياسين بموسكو دق جرس الإنذار بأن أمريكا هي من تقف وراء تلك التظاهرات محاولة “تغيير النظام” في النقطة الأكثر ضعفا بروسيا فيما قال برلماني روسي أن أرمينيا تتجه إلى انقلاب بالسلاح.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إنه في علم الاجتماع يقدم تفسيرا أقل تآمري من ذلك، فغالبا ما تظهر حركات الاحتجاجية كبيرة لتكون مفاجئة وعفوية لأنها تعتمد على المواطنين قبل “الحشد الصغير” حول القضايا المحلية، وهذه هي الطريقة التي سارت عليها أرمينيا.

ففي 17 يونيو الماضي، أقرت الحكومة 16.9% زيادة في أسعار الكهرباء، وفي اليوم التالي قام بضعة مئات من الشباب بالاعتصام بالقرب من دار الأوبرا بريفان – وهو الموقع التقليدي للاحتجاجات الشعبية منذ أيام البيرسترويكا في أواخر ثمانينات القرن الماضي- ثم ترددت شائعات أن الزيادة في أسعار الكهرباء كانت فقط للتغطية على الفساد وإهدار المال العام.

تجاهلت الدولة التظاهرات الرئيسية، لذلك احتل المتظاهرون شارع المشير باغراميان وهو الشارع الرئيسي في يريفان والذي يقع فيه كلا من مقر البرلمان والقصر الرئاسي، وهو ما أدى لاختناقات مرورية جعلت المواطنين العاديين يشعرون بذلك على الفور وأنضموا للاحتجاجات بشكل غريب.

وفي وقت مبكر من يوم 23 يونيو فرقت الشرطة الأرمينية المتظاهرين بخراطيم بدعوى أنها تزيل العقبات أمام حركة المرور ثم اعتقلت 237 شخصا، ومع انتشار ذلك الخبر أنفجرت بريفان بشكل أكبر من تظاهرات كييف في 2013، وأشعلت تصرفات الشرطة الأوضاع أكثر.

وفي ذلك الوقت توافد الآلاف إلى شارع باغراميان بما في ذلك وسائل الإعلام المحلية والرياضية والمشاهير لالتقاط صور سيلفي. فالتاريخ الأرمني يعزز التماسك داخل الفئات الاجتماعية وهذا يساعد على تفسير سبب تجنب السلطات الأرمنية بعناية استخدام القوة ضد المواطنين وبالتالي فإن حركة الاحتجاج يمكن أن تصل إلى نافذة سياسية.

وخلال الأسابيع التالية ظل المتظاهرون خلف التروس الحديدية في حين وقفت الشرطة بصبر وراء دروعهم ببضع خطوات بعيدا عنهم. وللتخفيف من حدة التوتر النفسي والملل الذي طال أمده أخذت الحشود في التلويح بالأعلام والقاء الخطب الارتجالية على مدار الساعة تقريبا، كل ذلك كان يذاع علنا على شاشات التلفاز وفي وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

ومن هذا المنطلق، فإن الاحتجاجات الأرمنية تختلف عن الثورة الأوكرانية التي وقعت في وقت سابق من العام الماضي. حيث طردت المجموعة الصغيرة التي كانت تلوح بأعلام الاتحاد الأوروبي من الحشد وقوبلت بصيحات استهجان. كما أصر المحتجون الأرمن على أنهم ليس لديهم أية اجندات سياسية واعترفت السلطات أن الاحتجاجات سلمية واجتماعية بحتة.

وسعى الرئيس الأرميني سيرج ساركيسيان لتهدئة الأوضاع، حيث التقى بممثلين من الحشد داخل قصره لمناقشتهم في حين أكد المتظاهرون أنهم ليس لديهم قادة ولا مفوضين ولكنهم يمثلون الشعب الأرمني ككل في مطلب واحد وهو إلغاء رفع الأسعار.

وانطلقت عدد من الحملات التي تركز علة القضايا الاجتماعية في أرمينيا في الفترة الأخيرة معظمها بلا قيادة ولا تكتيكات حقيقية أهمها حملة الغابات المهددة بالانقراض والأماكن الريفية العامة أو مطالب بإلغاء غرامات مواقف السيارات وزيادة أسعار الاتوبيسات والمعاشات التقاعدية.

المصدر: تحرير نيوز

scroll to top