7110.jpg

ليون زكي: هل سورية ذاهبة إلى التقسيم؟

استنكر رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني ليون زكي كل دعوات التقسيم التي تصدر عن جهات داخلية وخارجية، وأكد أن سورية الوطن الذي يتسع لكل أطياف المجتمع وطوائفه كما هي على مر العصور، ودان المجزرة الأخيرة التي تعرضت لها الطائفة الدرزية الكريمة في قرية قلب لوزرة بادلب وأي انتهاك تعرضت أو قد تتعرض له الأقليات والشعب السوري بجميع مكوناته.

وشبه زكـي السوريين بالجسد الواحد إذا مس طائفة منه أذى لحق الضرر بالمجتمع كله، مشيراً إلى أن أبناء الوطن رحماء فيما بينهم وأشداء على الغرباء، وعوّل على الإسلام الوسطي الذي لا بد سيدحر التكفير في نهاية المطاف والذي هو سلاح المسيحيين والأرمن السوريين في التمسك بأرضهم وبقائهم.

وأشار زكـي إلى أن مشروع التقسيم لا يمكن فرضه من الخارج ولا برغبة وجنوح بعضهم لأن الحياة المشتركة إرادة شعبية توافقية وغير ذلك من أجندة ضيقة الأفق مآلها كمصير مراسيم تقسيم “الولايات السورية العثمانية” التي أصدرها قائد جيوش فرنسا في الشرق هنري غورو بين عامي ١٩٢٠ و ١٩٢١ بذريعة “عدم تمازج مكوناتها مع بعضهاً بعضاً”، تماماً كما يروج دعاة التقسيم اليوم على خلفية ما آلت إليه الأمور بعد أكثر من ٤ سنوات من عمر الصراع الذي أذكاه تنافر المصالح الإقليمية والدولية.

واعتبر رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني أن أي جهود أو تسوية مستقبلية للصراع في سورية أو عليها تقود إلى تقسيم البلاد إلى دويلات أو حتى “كانتونات” إدارية ستقابل بالفشل ولو بعد حين لأن سورية بحدودها الجغرافية الحالية لا تحتمل “سايكس بيكو” جديدة ستنعكس بالتأكيد على دول الجوار لامتزاج وانتشار مكونات وفسيفساء المجتمع السوري في كل بقعة من أصقاع البلاد. ونوه إلى أن المذهبية والطائفية في سورية أقل بكثير مما هي عليه في لبنان والعراق ودول أخرى، ما يضائل من فرص التقسيم الطائفي فيها وينعكس على تلك الدول لوجود خطط تقسيم معدة سلفاً فيها.

وحمل ليون زكي حكومات الدول الكبرى والإقليمية وخصوصاً “العدالة والتنمية” مسؤولية تشجيع أي طرف على القبول بالسيناريو التفتيتي الذي يروج له على أنه المخرج الوحيد للأزمة، وأكد أن فرص الحوار واللجوء إلى طاولة المفاوضات للوصول إلى حل سلمي لم تستنفد بعد وأن هناك إرادة جامعة بتغليب الحل السلمي على العسكري.

وقال زكـي أن ما يدور في أروقة و”مطابخ” صنع القرار وفي وسائل إعلام عن تقسيم سورية إلى ست دول أو أكثر هو محاولة للقفز فوق واقع التركيبة الاجتماعية التي لا تسمح بانعزال أو انفصال مكون إثني أو طائفي أو عقائدي عن آخر لأن الدولة البديلة لسورية مرسومة على الخرائط فقط من دون إجماع السكان. وراهن زكي على أن سورية ستظل البوتقة الجامعة لكل مكوناتها بعد أن تضع الحرب أوزارها مهما بلغ حجم التحديات والتضحيات.


scroll to top