6106.jpg

وزير خارجية لبنان: الأرمن واللبنانيون يتشاركون هذه السنة المأساة الواحدة

استقبل وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل نظيره وزير خارجية جمهورية أرمينيا إدوار نالبنانديان، يرافقه السفير الأرمني آشوك كوتشاريان والوفد المرافق.

بعد اللقاء عقد الوزيران مؤتمراً صحافياً مشتركاً، إستهله الوزير باسيل بالقول:
“نرحب بمعالي وزير خارجية ارمينيا في هذه السنة بالذات، لان لبنان وأرمينيا يتشاركان هذه السنة المأساة الواحدة إنسانياً من قتل وذبح وتهجير وتجويع للبنانيين والأرمن. ولذلك نعيش التاريخ المشترك في المعاناة، ونتطلع الى مستقبل مشترك نتمكن فيه من مواجهة الأفكار الإرهابية والتكفيرية نفسها التي عانينا منها منذ مئة عام. وبنفس الأمل والتطلع ننوي تعزيز علاقاتنا المشتركة لكي نتمكن من الدفاع سوياً عن حقوق الأقليات او المجموعات البشرية في هذه المنطقة، لكي تتمكن من العيش مع كل الفوارق وكل الخصائص التي تتميز بها، وتتمكن من الهجهيش بحرية.”

اضاف:” لذلك، قيمنا سويا العمل المشترك الذي قمنا به مع ارمينيا وروسيا والفاتيكان في جنيف، في موضوع حماية الأقليات في المنطقة وتبين لنا ان العمل كان مفيداً وننوي تكرار هذه التجربة. كذلك قّيمنا موضوع الاغتراب اللبناني والارمني في العالم، وكيف بإمكاننا أن نتعاون سوياً عبر سفاراتنا ومن خلال الجاليات لما تحمله من قدرة كبيرة لكي نقوم بعمل مشترك، وذلك بهدف تقوية علاقاتنا الاقتصادية بين لبنان وأرمينيا وبين لبنان والأرمن في كل أنحاء العالم، لكي نتمكن من الصمود والمواجهة سوياً في هذه المنطقة. ونحن أبناء قضية واحدة وهي قضية الخير التي ستنتظر حتما في النهاية على قضية الشر الذي نواجهه.”

بدوره، قال الوزير نالبانديان: “أشكر زميلي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل على دعوته الكريمة لزيارة لبنان، وكذلك على الحفاوة وحسن استقباله لوفدنا. جرى لقاؤنا الأخير قبل شهر تقريباً في 23 نيسان الماضي، حين كان الوزير باسيل يُشارك في فعاليات الذكرى المئوية للإبادة الأرمنية في يريفان، واليوم استكملنا مناقشاتنا حول تطوير العلاقات بين أرمينيا ولبنان. لقد تطرّقنا الى قضايا الحوار السياسي والمشاورات بين وزارتي خارجية البلدين، فضلاً عن التعاون المتبادل والمتعدّد الأطراف في المنظمات الدولية”.

أضاف: “أولينا الإهتمام أيضاً لتوسيع الاطار القانوني للاتفاقات، وتطرّقنا الى الامكانات الكبيرة المتوفّرة من أجل تعزيز التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري. وفي هذا السياق، هناك الكثير من العمل ينبغي إنجازه. إنّ أرمينيا والشعب الأرمني يتذكّرون بامتنان استقبال اللبنانيين للناجين الارمن من الابادة. إنّ الشعب الأرمني كشعب نجا من الإبادة، يحمل مسؤولية اخلاقية للمساهمة في الجهود الدولية لمنع الجرائم ضدّ الإنسانية”.

تابع: “تطرّقنا كذلك الى مشاركة الكتيبة الأرمنية في بعثة قوّات حفظ السلام في جنوب لبنان. واوضحت لزميلي عن نوايا أرمينيا بصدد زيادة عدد جنودنا في الكتيبة المنتشرة في لبنان. لقد ناقشنا الأوضاع الراهنة في الشرق الاوسط ايضاً، وشدّدنا على ضرورة توحيد المجتمع الدولي في النضال لمكافحة الارهاب الدولي”.

ولفت الوزير الارمني الى ضرورة إيجاد حلول لتوفير احتياجات ملايين اللاجئين بسبب التطوّرات الجارية في الشرق الأوسط، وخلق ظروف معيشية أفضل له. وقال: “كما تحدثنا عن اللقاء الرفيع المستوى المخصّص لحماية المسيحيين في الشرق الأوسط الذي جرى في إطار مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بمبادرة من أرمينيا ولبنان وروسيا والفاتيكان في آذار الماضي. وشددنا على ضرورة الأعمال المنسّقة في هذا الاتجاه”.

وأضاف: تطرّقنا الى الطائفة الأرمنية في لبنان، ودورها الكبير في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية. وتطابقت وجهات نظرنا مع زميلي بأنّ الأرمن في لبنان يُشكّلون الجسر المتين والممتد بين البلدين والشعبين الصديقين. قدّمت لزميلي شرحاً حول الجهود التي تبذلها أرمينيا والرؤساء المشاركون في مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي من اجل التسوية السلمية لقضية كاراباخ. كما ناقشنا مسألة تعزيز أواصر التعاون في إطار المنظمة الدولية للفرانكوفونية، ومسائل تتعلّق بانعقاد مؤتمر الوزراء في الخريف المقبل من هذا العام في يريفان. واغتنمت الفرصة، وقمت بتوجيه دعوة الى الوزير باسيل لزيارة رسمية الى أرمينيا”.

scroll to top