5124.jpg

بعد إعتراف اللوكسمبورغ.. أردوغان غاضب كالعادة ويستدعي سفيره للتشاور

يوم أمس كتب المتحدث باسم الخارجية الأرمنية ديكران بالايان عبر حسابه على تويتر معلقا بعد إعتراف اللوكسمبروغ بالإبادة الجماعية الأرمنية: “لا أعلم ما اسم السفير التركي في لوكسمبورغ ولكن أتمنى له رحلة سعيدة إلى الوطن”.

بالايان لم يكن مخطأ على كل حال ولكنه ليس بمنجم أو عالم بالغيب لأن الغالبية العظمى من الناس (وليس فقط الأرمن) أصبحوا يدركون جيدا أن بعد نشر أي خبر عن إعتراف دولة جديدة بالإبادة الجماعية الأرمنية يليها مباشرة خبر عن سحب السفير التركي من ذلك البلد.. وللصراحة في كثير من الأحيان هذا التصرف من قبل أردوغان يأتي لصالح القضية الأرمنية إذ أن وسائل الإعلام الدولية التي لا تتطرق إلى إعتراف بعض الدول بالإبادة الأرمنية (ربما بسبب الحجم العادي أو الغير هام لهذه الدول مقارنة بغيرها) تتطرق إلى الموضوع بعد الإعلان عن سحب السفير التركي من هناك، واللوكسمبورغ أكبر دليل، دولة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها النصف مليون وربما لا تذكر في وسائل الإعلام إلا نادرا، لكنها أرعبت أردوغان باعترفها رسميا بالإبادة الجماعية الأرمنية يوم أمس والأخير – لشدة حنكته السياسة – وهو صاحب الدولة التي تضم 80 مليون إنسان سحب سفيره فجعلهم جميعا بالإضافة لملايين الأوروبيين يسمعون ويعرفون أكثر وأكثر عن جريمة أجدا أردوغان بحق الأرمن والإنسانية جمعا.

وفي التفاصيل فقد استدعت وزارة الخارجية التركية سفيرها لدى لوكسمبورغ، ليفنت شاهين قارا، للتشاور وذلك اعتراضا على قبول برلمان لوكسمبورغ لمشروع قانون يعترف بموجبه رسميا بالإبادة الجماعية الأرمنية.

وذكرت وكالة “دوغان” أن أنقرة أعربت عن سخطها لموقف لوكسمبورغ إزاء أحداث 1915، وذلك عبر بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية اليوم الخميس، على الموقع الرسمي للوزارة، ومفاده “نرفض بشدة ونندد بقرار برلمان لوكسمبورغ، غير المنصف والضارب بالحقوق عرض الحائط، والمتجنب للحقائق التاريخية، وعليه تم استدعاء سفيرنا في لوكسمبورج إلى أنقرة للمشاورة”. كما استدعت الخارجية التركية سفير لوكسمبورغ في أنقرة لإبلاغه احتجاج الحكومة التركية على قرار برلمان بلاده.

إنها الحنكة السياسية الأردوغانية التي ستلغي – قريبا جدا إن شاء الله – منصب سفير البلاد لأن جميع السفراء سيعودون إلى “الوطن”..

scroll to top