4866.jpg

الأرمن يوحدون العراق.. بقلم: حمزه الجناحي

في تمام الساعة السابعة والربع في توقيت بغداد وفي نفس هذا الوقت من يوم الخميس 24 ابريل قرعت اجراس الكنائس 100 مرة في كل انحاء العالم من المشرق الى المغرب بمناسبة الذكرى المئوية للإبادة الارمن على ايدي الاتراك العثمانيين والتي قتل فيها اكثر من مليون ونصف المليون ارمني اعزل وسبب قرع الاجراس مئة مرة للتذكير بمرور مئة عام على المجزرة ..

في بغداد تجمع الارمن امام السفارة التركية وهم يحملون العلم العراقي حصرا جاء المواطنين الارمنيين من كل مدن العراق تقريبا وخرجت تلك المظاهرة المنظمة بشكل رائع يحيط بها شباب وشابات الكشافة من النادي الارمني وفي الوقت عينه خرجت مظاهرات في البصرة وفي اربيل ايضا تستذكر تلك المجزرة النكراء ..حملت اللافتات التي تستنكر تلك الفعلة الجبانة ولم تكن اللافتات تتحدث عن ذالك اليوم الاسود في حياة الارمن فقط بل كانت تطالب الحكومة التركية بالكف عن ايذاء العراقيين وان تكف يدها عن التجاوز على العراق ((كفوا ايديكم عن العراق وعن المنطقة كفاكم بلاءا)) ((الذكرى المئوية هي البداية وليست النهاية..سنسترد حقوقنا ..سنسعى دائما )) توقفت المسيرة عند السفارة التركية وأحرق العلم التركي وسحق عليه باقدام المتظاهرين قرأ البيان الختامي للمسيرة وطلب من السفير او الممثل له بتسلم مطالب المتظاهرين المتمثلة بالاعتذار والتعويض لكن اغلق بابا السفارة والغريب في الامر كله ان العلم التركي انزل من فوق بناية السفارة التركية لغرض ايهام المتظاهرين ان المكان هذا او الباب او البناية هي ليس للسفارة التركية مما اضطر المتظاهرين بلصق البيان واللافتات على جدران البناية الخارجي حضر واشترك في تلك المسيرة الرائعة شخصيات ارمينية جاءت من اقاصي العالم رؤساء للكنائس ومطارنة اقباط ومن الشخصيات المهمة التي حضرت سكرتير السفير البابوي من الهند ومن ارمينيا ايضا لتشارك الحدث وتستذكر تلك الايام السوداء التي ابيد الارمن فيها في زمن طلعت باشا الذي يعتبر مهندس تلك المجزرة وهو من امر بالابادة والقضاء على كل ارمني في مملكة العثمانيين نجا من تلك المجزرة حسب الاراشيف التي كتبت في عهد طلعت باشا الذي اغتيل في العام 1921 فقط 100 الف ارمني هربوا عن طريق الاودية الوعرة والجبال العالية والأنهار الغاضبة الى العراق وسوريا والقوقاز اغتصبت النساء وبقرت البطون وقتل الرجال الاشداء الارمنيين وعلقت جثثهم امام ذويهم وخلعت ملابس النساء نهائيا ليمثل بهم ابشع تمثيل وهن يرون اطفالهن قد علقوا على المشانق وفوق الصلبان قبل ان يمتن بالذبح بعد الاغتصاب ..

وصل من ارمينيا في هذه المناسبة كهدية لأرمن العراق تمثالان صنعا هناك واهدين الى الارمن العراقيين في البصرة وبغداد والتمثالان لا يختلفان في الشكل والمضمون فهما نسختان طبق الاصل ومحاطان بالوردة البنفسجية العريضة .

لم يكن خروج الارمن العراقيين بمناسبة مرور مئة عام على المجزرة عفويا بل كان حدثا مدروسا بدقة ويتطلع الارمن من وراء خروجهم هذا بايصال الصوت الى العالم اجمع ان الاتراك احفاد الدولة العثمانية لازالوا يسيرون على نهج اسلافهم وملوكهم الذين حكموا العراق اكثر من 400 سنة وعلى نهج طلعت باشا يشترك الاتراك اليوم بتشجيع عصابات داعش الاجرامية ويسهل الاتراك علنا دخول تلك العصابات الى مدن العراق وسوريا دون وازع من ضمير او احساس بقتل الاخ الذي يدين بنفس الديانة من اجل احياء تلك الحقبة التي لازال ساسة الاتراك الحاليين يحلمون بها ويتمنون العودة لها لرسم خريطة جديدة لهم على حساب معاناة الشعوب وقتل الانفس البشرية ..

كان الارمن يحملون راية العراق فقط وهذا التوحيد للكلمة واعلاء صوت العراق ماهو الا حسن الانتماء الى هذا البلد وعدم المزايدة على احقية الدفاع عنه بكافة الوسائل حتى لو كانت باستذكار ماسي اجدادهم وتذكير العالم مع من يتعامل العراقيين وليعرفوا حقيقة النفس التركي الحاقد على الشعوب التي تحررت من قبضة الوالي والباب العالي التي حكمت العالم قرون وعادت به الى عصور التخلف القديمة ,,مئاة من هؤلاء احفاد الارمن خرجوا بمظاهرة منظمة تنظيما دقيقا من بداية خروجها حتى انتهاءها مع اطفالهم ومع المتعاطفين معهم وهم يزواجون بحبهم للوطن الذي هربوا له وآواهم كل هذه السنين والى الانتماء العرقي الارمني وهذا من الحق لهم وهم يرفعون راية العراق لتغلق السفارة التركية ابوابها ويهرب موظفوها من الباب الخلفي على وقع الهتافات والطرقات على ابواب السفارة ولم يتجاوز هؤلاء الغاضبين على الممتلكات ولم يرمى حجر باتجاه السفارة دلالة على توحيد الرأي وعدم التجاوز على احد ..

بقلم: حمزه الجناحي | نقلا عن كتابات كوم

scroll to top