4846.jpg

كلمة حق.. جرائم الدولة العثمانية ضد الإنسانية

كان مؤسس تركيا الحديثة أتاتورك قد أنقذ تركيا وخلَّصها من استبداد وجور الدَّولة العثمانية وسلاطينها، ولعلَّ المجازر التي اقترفها العثمانيون بين عامي 1915 و1917 ضِدَّ الأرمن والتي خلَّفت أكثر من مليون ونصف المليون من القتلى والضحايا الأرمن الأبرياء في أبشع إبادة جماعية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً من قبل حتى اقترف النَّازيون إبادةً جماعيةً أخرى أثناء الحرب العالمية الثانية بِحقَّ اليهود راح ضحيَّتها أكثر من سِتَّة ملايين من المدنيين الأبرياء.

وتَمَّت الإبادة ضمن خِطَّةٍ مدروسةٍ ونُفِّذت بِمَنهجيَّةٍ محترفة ، والإبادة واقعٌ تاريخي موثَّقٌ بالبراهين والأدِلَّةِ الدامِغَةِ ، وبما أنَّ العدالة أساس القانون الدولي فيجب على أنقرة الإعتراف بالحقائق ومواجهة ماضيها بصدق وتحمُّلِ كامل مسؤولياتها عن الإبادة ودفع التعويضات عن الخسائر البشريَّةِ وإحقاق الحق وإنصاف شعبٍ تعرَّضَ لِجرائم ومجازر ضِدَّ الإنسانيَّةِ، حيثُ تمَّ ترحيل أكثر من مليون ونصف المليون أرمني وتعذيبهم وقتلهم واقتلاعهم من جذورهم وذاقوا مرارة التعذيب والحزن.

وأحيا الأرمن ذكرى مرور مائة عامٍ على الإبادة التي اقترفها العثمانيون ضِدَّ الأرمن، وسارت تضاهرات وتجَمُّعاتٍ في عددٍ من العواصم والمدن الكبرى في العالم بمشاركة وفودٍ من ستِّين بلداً كلها اعترفت بالإبادة وطالبت تركيا بالاعتراف بهذا الطابع للإبادة على الرغم من أنَّه لا شيء يُمكِنُ أن يُبَرِّرَ تلك المجازر الجماعية ضِدَّ الأرمن، ولكن العالم يُقاسمُ الشَّعبَ الأرمني الحُزن والمصير ولن ينسى المآسي التي مرَّ بها ذلك الشعب على أيدي الدولة العثمانية.

ولا تقِلُّ تُركيا الإخوانية سؤاً عن الدولة العثمانية التي قوَّض أركانها مؤسس تُركيا الحديثة مُصطفى كمال أتاتورك رحمه الله، لأنَّ تُركيا الإخوانية تنفي وقوع المجازر التي تؤكِّدها الأمم المتحدة وتُصِرُّ على إنكار المذابح والادِّعاء بأنَّ عدد الضحايا قد تمَّ تضخيمه لخوف تركيا من وصمة العار، فالعثمانية والإخوانيَّة وجهان لعملة الاستبداد الواحِدة، وكما أبادت الدولة العثمانية الشعب الأرمني فإن تُركيا الإخوانية رُبَّما تُبيدُ المخالفين لها من الشعب التركي نفسه.

وأقرَّ البرلمان الأوروبي بأغلبيةٍ كبيرةٍ مشروع قانونٍ يعترف بموجبه بتعرض الأرمن لإبادة جماعية على أيدي العثمانيين ، ومن شأن التَّحركات الأوروبية أن تؤجِّجَ التوترات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ويُعزِّزُ الاتحاد برفض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

بقلم: عبدالله الهدلق | نقلا عن الوطن الكويتية

scroll to top