4099.jpg

محللون: تركيا مجبرة على الاعتراف بالإبادة الأرمنية لدخول النادي الأوروبي

تكتسي العلاقة التركية مع الاتحاد الأوروبي طابعا جديدا ستخلف بلا شك أزمة جديدة بينهما على خلفية اعتراف الأوروبيين بإبادة الأرمن، رغم محاولات أنقرة الحثيثة لترسيخ طابعها الأوروبي والالتحاق بالمنظومة الغربية بدءا بالناتو وصولا إلى المجلس الأوروبي، فيما يعد العائق الأبرز الذي سيعصف نهائيا بحلم انضمامها إلى النادي الأوروبي.

اتخذ الاتحاد الأوروبي الأربعاء قرارا تاريخيا بالاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية على يد الدولة العثمانية، وذلك قبل أقل من أسبوع من إحياء الذكرى المئوية الأولى لتلك الأحداث.

ورغم أن هذا الأمر لم يرق لسياسيي تركيا وخصوصا الرئيس رجب طيب أردوغان حينما علق بأنه لن يأبه بما يتخذه الأوروبيون بشأن “مزاعم” مقتل أكثر 1.5 مليون أرمني على يد الجيش العثماني إبان الحرب العالمية الأولى عام 1915. وقال أردوغان من مطار أنقرة قبل التوجه إلى كازاخستان بالقول “بالنسبة لتركيا، لن يكون من الممكن أبدا الاعتراف بمثل هذا الإثم وهذه اللائمة”.

ومع ذلك لاحت مطالب صريحة من أعضاء البرلمان عندما وجهوا في بيانهم دعوة لكل من الحكومتين التركية والأرمنية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الجارين المقطوعة منذ عقود طويلة، وهو أمر يستبعده الكثير من الخبراء السياسيين بسبب مواقف أنقرة تجاه عدد الذين قتلوا آنذاك. ويدعو نص القرار غير الملزم للأعضاء الأوروبيين تركيا إلى الاعتراف بماضيها والإقرار بالإبادة الجماعية الأرمنية وبالتالي تمهيد الطريق أمام مصالحة حقيقية بين الشعبين التركي والأرمني.

ويحذر صانعو القرار السياسي في تركيا من نشوب أزمة جديدة بين أنقرة وبروكسل مع هذا الإعلان غير المسبوق ولاسيما مع استمرار تعثر المفاوضات الجارية والضغط الأوروبي على أنقرة لإثبات حسن النوايا في مكافحة الإرهاب بالرغم من كونها عضوا في حلف شمال الأطلسي الناتو.

ويؤكد متابعون أن اللوبي الأرمني في أوروبا والولايات المتحدة قام بدور كبير في إثارة القضية حيث وصل تأثير هذا اللوبي إلى العديد من البرلمانات الغربية عبر استغلال الريبة من النهج الإصلاحي لتركيا وربطها بالدولة العثمانية، الأمر الذي شكل عقبة أمام طموحات السياسة الخارجية التركية في نسج علاقات وتحالفات إقليمية ودولية منذ وصول حكومة العدالة والتنمية.

ويعتقد مراقبون أن أنقرة تعلم أن حلم الانضمام إلى أوروبا بدأ يتلاشى، فبعد أن كانت تركيا مرشحة رسميا إلى الانضمام إلى لاتحاد الأوروبي منذ عام 1999، إلا أنها طوال أعوام خلت ترى كيف أن دولة تلو الأخرى تقبل عضويتها في النادي الأوروبي بينما لا تزال هي في قاعة الانتظار.

ويلفت محللون إلى أن الخطوة الأوروبية ستكون حجر عثرة إضافية وربما العائق الأبرز في طريق مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد إذ أن الاعتراف الأوروبي بإبادة الأرمن سيحتم على أنقرة الاعتراف بالمجازر إن رغبت في تحقيق حلم الانضواء تحت راية النادي الأوروبي.

scroll to top