4008.jpg

باحث: تركيا نحو حصار إقتصادري.. واللوبي الأرمني وصل إلى ما كان يرجوه

أكد محمد عبد القادر، الباحث المتخصص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية إن دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما العالم للاعتراف بمذابح الأرمن التي ارتكبها أجداد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك إن الربيع سينقلب إلى صيفا ساخنا ستواجه تركيا خلال الثلاث أوالأربع سنوات القادمة.

وأوضح”عبد القادر” في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” إن ما بدأه “أوباما” اليوم، و سيصوت عليه البرلمان الأوروبي غدا، سيتطور في القريب العاجل إلى مطالب بتوقيع عقوبات دولية وقد تكون بطلب تعويضات ضخمة وقد تكون بحصار اقتصادي وإعلامي وسياسي، وهو ما سيمثل كارثة على تركيا في ظل المعضلة الاقتصادية التي تواجها الآن، فضلا على موسم الانتخابات الذي ستدخله خلال الأشهر القليلة الماضية.

وأشار إلى أن الرئيس التركي وبلاده سيكونان في موقف لا يحسدان عليه في الفترة القادمة نتيجة عدم قدرته على الوصول إلى حلول و تسويات للمشاكل التي خلفتها الإمبراطورية العثمانية مع كثير من الأقليات على رأسها الأرمن التي أثبت التاريخ إهدار أروح مليون أرميني على الأقل على أيدي أجداد أردوغان، حكام الدولة العثمانية.

وأكد إن الخطوة ستؤثر على صورة تركيا أمام المجتمع الدولي لاسيما وأنها دولة تتغنى طوال الوقت بالحريات وضمان حقوق الإنسان، لافتا إلى إن اللوبي الأرميني الذي يصنف كأقوى لوبي على مستوى العالم بعد اللوبي اليهودي، و صل إلى ما كان يرجوه، و هو الاعتراف الدولي بالمذابح التي ارتكبتها تركي بحقهم، و سياسات تركيا الخاطئة ضيعت عليها فرصة الفرار من هذا المأزق.

و عن رد فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال “عبد القادر”: سيقتصر رده على بعض التصريحات العنترية و أن ما يحدث مؤامرة إقليمية و دولية على تركيا، وهو الرد الطبيعي من رئيس يعاني من مشاكلات نفسية، فهو دائما ما يتبنى فكر “المؤامرة” بسبب عدم قدرته على حل المشكلات، فضلا عن أنه يواصل مسيرة أجداده و دائما ما تؤخذ عليه تصريحاته العنصرية ضد العلويين وعنفه ضد الأكراد، في الوقت الذي يتحدث فيه دائما عن الحريات وحقوق الإنسان، و يلوم أنظمة أخرى باضطهادها للمواطنين في حين أنه لا يراعي في بلاده مبدأ المواطنة.

وكانت الولايات المتحدة، دعت اليوم، الثلاثاء، إلى اعتراف “كامل وصريح” بالوقائع المرتبطة بالمجزرة الأرمنية إبان الحرب العالمية الأولى، ولكن من دون استخدام كلمة “ابادة”.

وتنفي تركيا تماماً أن تكون السلطنة العثمانية ارتكبت إبادة منهجية بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، الأمر الذي يؤكده العديد من المؤرخين اضافة إلى عشرين بلداً بينها فرنسا وايطاليا وروسيا.

وأظهرت تركيا تشدداً بشأن هذه المسألة الأحد الماضي في رد فعل شديد على استخدام بابا الفاتيكان فرنسيس كلمة “إبادة” في وصف تلك المجازر، واستدعت ممثل الفاتيكان إلى وزارة الخارجية لابلاغه احتجاجها، كما استدعت سفيرها من الفاتيكان.

وقالت ماري هارف، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن “الرئيس (الأمريكي) ومسئولين اخرين كباراً في الادارة اقروا غالباً بأن ذبح مليون ونصف مليون أرمني أو اقتيادهم إلى الموت مع نهاية السلطنة العثمانية هو واقعة تاريخية وأعربوا عن أسفهم لذلك”.

وأضافت أن “اعترافاً كاملاً وصريحاً وعادلاً بهذه الوقائع يصب في مصلحتنا (ومصلحة) تركيا وأرمينيا وأمريكا”. لكن المتحدثة الأمريكية رفضت استخدام كلمة “إبادة”.

المصدر: صدى البلد

scroll to top