3985.jpg

الطابع الدموي.. بقلم: آرا سوفاليان

القتل والدم والطابع الدموي والغدر موجود في الشيفرة الوراثية لدى البعض وموجود حتماً وبكثرة لدى بعض الشعوب التي ينحدر منها أفراد معينون … وهذه المسألة مرض أممي جماعي يحتاج للعلاج.

لا أعرف السبب ولكن نهضت اليوم والذاكرة تعود بي الى حادثة قتل زميل في المهنة هو السيد ايليا بيروتي ونجله، وبحثت في النيت عن اسمه، وكان الهدف الوصول الى مقالة كتبتها عنه، ولم أعثر على المقالة بل عثرت على شيء آخر…وكنا يومها في شهر عسل مع الدولة التي جاء منها القتلة…ولم نر هؤلاء القتلة معلقون على واجهة محل ايليا ايليا بيروتي، إكراماً للدولة التي جاء منها الفاعلون، شريكتنا في شهر العسل حتى الامس القريب…وفي ذلك الاستهانة بحقوق المواطنين لإعتبارت أخرى ثبت انها هوائية، وبالتالي فإني أوضح (ان تلك الغيوم السوداء جلبت هذه الامطار القذرة).

المواطنة الصالحة ينجم عنها حب الوطن ولهذا الحب مقابل لدى الجهة التي تمثل هذا المواطن، وبالتالي فإن التفريط في هذه الحقوق سيؤدي الى كارثة، فلا عسل ولا شهر عسل ولا كرامة لأي دولة إذا كانت حقوق المواطن وكرامته في الميزان.

اليكم الخبر الذي حفّزني لكتابة ما كتبت، خاصة وانه لم تتم محاسبة القتلة وقتذاك بسبب شهر العسل. ونرى اليوم وبأم أعيننا ما تمخض عن العسل وعن شهر العسل والحمد لله من قبل ومن بعد.

تم الكشف الاسبوع الماضي عن ملابسات حادثة مقتل التاجر ايليا بيروتي وولده نقولا.

حيث القى عناصر فرع الأمن الجنائي بحلب بالتعاون مع قسم شرطة العزيزية القبض على ثلاثة أتراك أشقاء قاموا بارتكاب عملية التخطيط والتنفيذ عن سابق رصد ومراقبة لمحل المغدور وهم: حسن أيدين مواليد أضنة 1981 وأمين ايدن مواليد اضنه 1990 ورمضان ايدن مواليد أضنة 1992.

وتشير معلومات فرع الأمن الجنائي بحلب ان الاشقاء الثلاثة اعترفوا بالتخطيط المسبق للسطو على محل المغدور الكائن في محلة المنشية القديمة ومتخصص بتجارة المواد الطبية السنية وانهم يتعاملون معه منذ سبع سنوات وقاموا بتاريخ 1/4 الساعة الثامنة مساء من يوم الجمعة بالتوجه إلى هذا المحل واصطحبوا معهم ثلاث سكاكين وقفازات طبية وبعد دخولهم المكان اقدم كل من المدعو أمين والمدعو حسن بالانقضاض على صاحب المحل وابنه والعامل لديهم حسن وقاما بطعنهم بالسكاكين في أنحاء مختلفة من جسدهم في حين وقف الأخ الثالث لهم رمضان على الباب لمنع خروج أو دخول احد وتمكن العامل حسن من اللجوء إلى الحمام وأغلق على نفسه الباب من الداخل إلى أن اقتنع القتلة من أنهم قضوا على الجميع معتقدين انهم فارقوا الحياة.

وتفيد المعلومات ان أصوات استغاثة المغدورين والجلبة التي حدثت في المكان لفتت انتباه المواطنين الذين تجمعوا أمام المحل وكشف تفاصيل الحادثة من خلال كاميرات التصوير التي حاول القتلة تحطيمها وتمكن فرع الأمن الجنائي من إصلاحها والكشف عن محتوياتها والوصول إلى القتلة الذين ألقي القبض عليهم وتم توقيفهم على ذمة التحقيق.
وللتحقيق ذمة وللذمة ذمم وللإنسان قيمة وكرامة، وقيمته وكرامته من قيمة الوطن.

آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
14 04 2014

scroll to top