آرام الأول: لماذا تطلبن الحي (الأرمني) بين الأموات؟ هو ليس هنا، لأنه قام

إحتفل كاثوليكوس الأرمن الارثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول كيشيشيان بقداس الفصح في كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس في إنطلياس، بحضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والمؤمنين.

وبعد تلاوة الإنجيل المقدس، أشار في كلمة له الى ان “المسيح جاء برسالة إلى العالم، فتجسد من أجل خلاص الإنسان الذي كان يعيش تحت سلطان الخطيئة ومخافة الموت. وبهذا بشر الملائكة بقول الإنجيل: “اليوم ولد مخلصكم” (لوقا 02:11 ). إن التبشير والمعجزات الذي قام به المسيح هو لإعادة الإنسان الضال إلى خالقه. فالمسيح صلب من أجل أن يترقى الإنسان، الذي دنس صورة الله بداخله وأفسد النعم الألهية”.

أضاف: “المسيح الذي من أجل وبيد الإنسان دخل القبر قد قام مبشرا للعالم أجمع: بأن من المستحيل إخماد نور الحق، نورالمسيح فهو الأمل والدرب والنور الساطع. والرسالة النابعة من قبر المسيح دوى بقوة في جميع الأزمنة كلما حاول الناس إخفاء النور المشعة والحقيقة المطلقة والحياة الأبدية. يترسخ التاريخ على القيم المقدسة والحقائق المطلقة والدم المبزلة من أجل التجسد. تبقى الأمم على مسرح التاريخ بروحه المبدعة، وإيمانه الصلبة وقوته للاستشهاد من أجل تخليد أفكاره السامية”.

وفال “في هذا الصباح المليء بسر قيامة المسيح المجيدة، وبعد مئة عام على الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني، نستعين بقول الملائكة ونقول: “لماذا تطلبن الحي(الشعب الأرمني) بين الأموات ليس هو ههنا، لكنه قام”. ولكل من ظن قبل مئة عام، أنه بهدر دماء مليون ونصف مليون أرمني يستطيع إفناء الأرمن، نقول لهم ودائما سنقول أننا معززين بقيامة المسيح وأن الشعب الأرمني قام من الأموات بفضل روحه النضالية من أجل المطالبة باسترجاع حقوقه المغتصبة وبوحدته المتينة. والشعب الأرمني الذي كان يمشي قبل مئة عام على حافة الموت يسلك اليوم درب الحياة. وإن الشعب الأرمني الذي أبيد وتيتم قبل مئة عام يتقدم اليوم للعالم كشعب قائم من الأموات. والشعب الذي ظلم قبل مئة عام يطالب اليوم بالعدالة.إن الشعب الأرمني يؤمن بسر قبر المسيح بأنه من المستحيل حجب الحقيقة”.

واستنكر “الأعمال الإجرامية واللاإنسانية تجاه الأقليات وخاصة منها الطوائف المسيحية على يد منظمات متطرفة”، مضيفاً “لقد عاش المسيحيون والمسلمون عبر التاريخ معا وسويا بروح الإخاء والإحترام والثقة. ليس لمجموعة من المتطرفين الحق في تعكير هذا التعايش التاريخي وتدنيس القيم والتقاليد المشتركة، وبث جو الرعب والخوف في المنطقة. نحن ننتظر من رؤساء ورجال دين الطوائف الإسلامية والمفكرين والسياسيين أن يتخذوا موقفا حازما تجاه هذه الحركات والظواهر المتطرفة”.

وشدد في الختام على “ضرورة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية”، ورأى “أنها لظاهرة غير عادية وغير مفهومة ومقبولة وبعد سنة تقريبا أن لا يكون لنا رئيس للجمهورية. لن يقرر الأخرون مصير ومستقبل هذا الوطن. والصداقة والتعاون مع الدول هي طبيعية وضرورية، لكن يجب أن تكون هذه العلاقات لها حدودها كي لا تخضع لبنان لمصالح هذه الدول. إن للنواب اللبنانيين مسوؤلية أمام الشعب والتاريخ لإنتخاب رئيس جديد للبنان وعليهم الحفاظ على هذه المسوؤلية”.

نقلا عن الإعلام اللبناني

scroll to top