3627.jpg

مسيرة في جبيل اللبنانية عشية الذكرى المئوية الأولى للإبادة الأرمنية

نظم حزب الطاشناق بمناسبة الذكرى المئوية للابادة الأرمنية، مسيرة راجلة انطلقت من مدخل جبيل الرئيسي مرورا بالشارع الروماني – السوق التجاري، وصولا الى النصب التذكاري للشهداء الأرمن في شارع أرمينيا، تقدمها المطران نوريير اسيكيان ممثلا كاثوليكوس الأرمن الارثودكس لبيت كليكيا آرام الأول كيشيشيان، الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان وأعضاء اللجنة المركزية للحزب، النائب سيمون أبي رميا، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط ، الفرقة الموسيقية لكشافة الهومنتمن حاملين الأعلام اللبنانية، الارمنية، وحزب الطاشناق.

وعند وصول المسيرة الى النصب التذكاري، وضع النائب بقرادونيان وأعضاء اللجنة المركزية اكليلا من الزهر على النصب، ثم توجه المشاركون الى ساحة ميتم الأرمن حيث القيت كلمات في حضور النواب: بقرادونيان، أبي رميا، عباس هاشم، راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، الحواط، رئيس إقليم جبيل الكتائبي روكز زغيب، منسق قضاء جبيل في حزب القوات اللبنانية شربل أبي عقل، منسق قضاء جبيل في التيار الوطني الحر طوني أبي يونس، مسؤول جبيل وكسروان في حزب الله الشيخ علي برو، الأمين العام السابق لحزب الكتلة الوطنية المحامي جان الحواط، وحشد من الفعاليات الجبيلية ورؤساء بلديات ومخاتير القضاء.

بداية النشيدين الوطني والأرمني، بعدها تحدث الحواط مستهلا بالوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء الأرمن واللبنانيين والجيش، وقال: “لا نستطيع في هذه المناسبة الاليمة لشعب ناضل وواجه واستطاع أن يرد اعتباره وكون نفسه وانطلق نحو الآفاق الا أن نهنئ الشعب الأرمني الذي تابع قضيته حتى النهاية ووصل بها الى بر الآمان”.

ولفت الى أن “دار ميتم جبيل ليست فقط لأرمن جبيل، بل تعني كل الجبيليين ودخلت في ذاكرتهم وتعنيهم بتاريخها وبالحضارة والعذابات التي مرت عليها منذ مئات السنين، مؤكدا أن “الارمن في جبيل هم مكون أساسي في المدينة وشركاء اساسيين في إعادة إنهاض جبيل ورفع المستوى الاقتصادي والتجاري في المدينة”، مشددا على أن “جبيل ليست ملكا للجبيليين واللبنانيين بل هي ملك عالمي، ويجب أن نحافظ على ارث المدينة التاريخي لمستقبل أولادنا بأفضل طريقة”.

اما النائب النائب أبي رميا فقال: “تجمعنا اليوم ذكرى الابادة الآرمنية ونسأل مع مرور الزمن متى سنأخذ الحق وتعترف تركيا بالجرائم والابادة والترحيل الجماعي الذي حصل بحق الشعب الأرمني في العام 1915، عندما نسترجع كل ذكريات المعاناة وصور المجازر التي حصلت في تلك الحقبة نقارنها بالحقبة التي نعيشها اليوم، ونتخيل أن الفكر الداعشي في العام 1915 هذا الفكر الذي يرفض الآخر ولا يعترف بحق الاختلاف والذي يتكرس اليوم بالمشاهد النكراء التي نراها على مستوى الشرق وكأن جذوره بدأت في ذلك العام من خلال هذه الابادة التي نستذكر اليوم مئويتها”.

أضاف: “المشهد يكرر نفسه ولا نزال نقف الى جانبكم للمطالبة بالحقوق. كثر من الدول والبلدان اعترفت بتلك الابادة ولأول مرة في تاريخ القاموس الدولي تستعمل كلمة إبادة جماعية عندما تذكر المجازر التي ارتكبت بحق الارمن، هذا المصطلح لم يكن موجودا أبدا في القاموس الدولي ووقعتها السلطنة العثمانية بحق الارمن عندما امتزج دم شهداء الارمن مع دم الآشوريين والكلدان وكل الطوائف المسيحية المشرقية، ومنذ ذلك الحين تعمدنا سويا بمعمودية الدم”، مشددا أنه “لن نستكين ولن يكون هناك هدوء الا بالاعتراف الرسمي من قبل ورثة السلطنة العثمانية بالابادة الجماعية التي حصلت بحق الارمن، مؤكدا “باسم نواب قضاء جبيل والاهالي والسلطات المنتخبة الوقوف الى جانب الارمن حتى تحقيق الاعتراف بالابادة التي حصلت بحقهم”.

من جهته ألقى رافي آشكريان كلمة اللجنة المركزية في حزب الطاشناق، وقال: “شكل يوم 24 نيسان 1915 منعطفا مفصليا ومصيريا في تاريخ الشعب الارمني، يوم أصبح رمز مسيرة شعب نحو جلجلة الشهادة بعد أن كان قد ذاق هذا الشعب مرارة الاضطهاد التركي وطغيان واستبداد السلطنة العثمانية لعقود طويلة”.

اضاف: “24 نيسان 2105 ها قد مر زمن طويل منذ ذلك التاريخ المشؤوم ولا يزال الشعب الارمني يطالب بحل عادل لقضيته يطالب بالعدالة بغية استعادة حقوقه المسلوبة من قبل دولة بنيت اساسا على انقاض ودمار حضارات مشرقة احرقت من قبلها وتاريخ حرف بيد سلاطينها، الشعب الارمني يطالب بحقه ولن يساوم على هذا الحق المقدس ولن يهادن هذا العدو الغاشم حتى الوصول الى تحقيق آماله إلا وهي الاعتراف أولا من الدولة التركية بواقع الابادة الجماعية الأرمنية والتعويض بالتالي عن هذه الابادة بإعادة الحقوق المغتصبة”.

وتابع: “من جبيل الحضارة والابجدية من هذا الشاطىء الذي منذ مئة عام احتضن الآم اجدادنا وسمع انين جرحانا وبكاء ايتامنا وكانت جبيل الام الحنون لهم علمتهم ارادة الحياة والاستمرارية رغم الصعاب وربت هؤلاء الايتام الذين أصبحوا لاحقا حاملي شعلة النضال، وانتقلوا الى مختلف أنحاء العالم لنشر ثقافة الثورة ورفض الظلم والباطل ومناصرة المظلومين، من جبيل الرسالة وحاضنة الارادة الأرمنية الصلبة وبمناسبة ذكرى مئوية ابادة الابادة نضم صرخاتنا الى صرخات الشعوب المقاومة في المنطقة لنواجه كل مشاريع التهجير والقتل التي تهدد مسيرة هذه الشعوب المسالمة عبر اقتلاعها من جذورها واوطانها التاريخية في المنطقة، نقول لا للظلم، لا للتهجير، لا لمشاريع ابادة جديدة”.

اما المطران عون فقال: “أنحني في هذه المناسبة إجلالا لدماء مليون ونصف مليون شهيد أرمني قضوا منذ مئة عام بالابادة الأرمنية، وأيضا أنحني إجلالا لشعب ناضل وعرف كيف يحافظ على هويته وأن ينهض من الرماد لاعادة بناء ذاته في البلدان التي استقبلتهم ولا سيما في لبنان، وأيضا أنحني في هذه المناسبة لارواح شهداء قضوا في لبنان ابان الحرب العالمية الاولى جوعا بسبب الحصار الذي فرضته السلطنة العثمانية على جبل لبنان الذي مات ثلث سكانه بسبب الجوع، الامر الذي يشكل نوعا من الابادة بحق شعبنا وهذه الارض الطيبة، أمام كل هذه التذكارات والالم ومع مطالبتنا مع الشعب الأرمني بالاعتراف الدولي واعتراف تركيا بالابادة الارمنية، يجب أن نطالب أيضا تركيا بالاعتراف بالامر الذي ارتكبته في جبل لبنان ابان الحرب العالمية الاولى، هذا التاريخ يزيدنا تصميما وعنادا وصلابة للتمسك بأرضنا ورسالتنا في هذا الشرق، الأرمن ابيدوا لأنهم مسيحيون، وسكان جبل لبنان أيضا حوصروا وماتوا جوعا لأنهم مسيحيون بالتالي أمام كل هذه الصعوبات شعبنا أنتصر وقام من الموت واختبر القيامة نحن شهود على قيامة الشعبين اللبناني والارمني بالرغم من كل الموت الذي أحاط بهما”.

اضاف: “هذا التصميم يزيدنا إيمانا اليوم لكي ندعو كل المسيحيين في لبنان والشرق الى عدم الخوف والاستسلام والاحباط، لأن نور القيامة حاضر دائما في حياتنا، أمام الصعوبات والتضحيات الكبيرة التي نمر بها، تاريخنا يدعونا للتمسك بالارض وعدم الخوف والتراجع لأنه مرت صعوبات كبيرة في الماضي كانت أقسى بكثير من أيامنا هذه، علينا الاتحاد والتصميم على البقاء مع شركائنا في الوطن واخوتنا المسلمين المعتدلين المنفتحين كي نحارب سويا التطرف والتعصب، أمام أحداث الماضي نزيد تصميما ونتمسك بقول قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بأن لبنان أكثر من وطن هو رسالة لكل العالم رسالة للعيش المشترك وتحدي الموت ومد اليد الى الآخر، نتمنى أن يستمر لبنان بمسيحييه ومسلميه في محاربة التطرف يدا بيد مع اخوتنا الارمن الذين أصبحوا مكونا أساسيا من نسيج هذا الوطن”.

والقى المطران اسيكيان كلمة الكاثوليكوس كيشيشيان وقال: “في الذكرى المئوية للابادة الأرمنية نقول للدولة التركية، اننا لسنا في حاجة للحديث عن هذه الجريمة التي خططت ونفذت من قبل الدولة العثمانية والتركية ضد الشعب الأرمني في العام 1915، تركيا اليوم قد تنكر هذه الجريمة التي ارتكبها أجدادها ضد الشعب الأرمني، إلا أنها لا يمكنها أن تمحو هذه الحقيقة من سجلات التاريخ، فلا يمكن للمرء إخفاء أو إنكار الحقيقة، إحياء ذكرى الابادة الأرمنية في جميع أنحاء العالم هو مناسبة لأبناء الشعب الأرمني لتعميق إيمانهم لأن يتذكروا أبدا شهداءهم المليون ونصف المليون وتعميق إخلاصهم لارث الشهداء وتعزيز عزمهم للوصول الى العدالة”.

وشدد على ان “الاعتراف بالابادة الأرمنية وتحقيق العدالة هو مطلب شرعي للشعب الأرمني ولكل فرد أرمني في جميع أنحاء العالم، فالذكرى المئوية للابادة هو تحد للشعب الأرمني على الاستمرار وبعزم متجدد في النضال من أجل العدالة، الذكرى المئوية للابادة هي أيضا مناسبة لشعبنا للاعراب عن امتناننا لكل اولئك الذين ساعدونا بعد الابادة وللدول التي اعترفت رسميا بالابادة، إن العالم العربي بشكل عام ولبنان بشكل خاص يحتل مكانا مميزا في تاريخ شعبنا الأرمني بعد الابادة”.

وختم: “ليس فقط اخواننا واخوتنا العرب من مسيحيين ومسلمين تقبلونا وشاركونا وطنهم، وإنما أيضا دعمونا في نضالنا من أجل البقاء والاستمرار والنهضة بعد الابادة،اليوم وبعد مئة عام لا يشعر الارمن في لبنان وكذلك في كل أصقاع العالم أنهم لاجئون أو غرباء، وإنما مواطنون بكامل حقوق المواطنة، كما أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمعات العربية ويعتبرون أنفسهم شريكا كاملا في القضية العربية العادلة”.

نقلا عن موقع ليبانون فايبز

scroll to top