2791.jpg

بحضور جورج كلوني وزوجته.. إطلاق مبادرة “100 حياة” الأرمنية في نيويورك

بمناسبة الذكرى السنوية الـ 100 على مجازر الإبادة الجماعية الأرمينة التي تعرض لها الأرمن في تركيا في عهد الدولة العثمانية، أطلقت مجموعة شخصيات من النخب الثقافية والفكرية والاقتصادية من الجاليات الأرمنية في العالم في مدينة نيويورك أمس الأول مبادرة بعنوان (100 LIVES)، أي (100 حياة).

وتضمنت المبادرة إطلاق جائزة سنوية بقدر مليون دولار أميركي حملت اسم جائزة «أورورا» للصحوة الإنسانية (AURORA PRIZE).وستُمنح هذه الجائزة سنوياً لمن يعرض حياته للخطر، من أفراد أو مؤسسات، من أجل إنقاذ حياة الآخرين. وشارك في إطلاق المبادرة عدد كبير من الشخصيات العالمية منهم الممثل الكبير الحاصل على جائزة الأوسكار (جورج كلوني) والذي سيقوم بتسليم جائزة «أورورا» لأول الفائزين فيها ضمن فعاليات ستشهدها العاصمة الأرمنية يريفان في نيسان 2016 في الذكرى السنوية لمجازر إبادة الأرمن في تركيا.

وهدف المبادرة كما يعلن القائمون عليها هو التعبير عن الشكر والتقدير للأفراد والمؤسسات التي ساهمت ببطولة في إنقاذ حياة الأرمن عندما كانوا يتعرضون للإبادة قبل 100 عام، وكذلك دراسة مشكلة الإبادة وانتهاكات حقوق الإنسان، وتقييم التأثيرات التي خلفتها عمليات الإبادة تلك على ثلاثة محاور، الأول: استخلاص العبر من الماضي وجعل حياة الناس الذي عاشوا مأساة الإبادة متاحة للجميع عبر نشر قصصهم المأساوية على موقع يُخصص لذلك، والثاني: تقدير الجهود التي تُبذل حالياً في المجال الإنساني من خلال تبني جائزة عالمية في المجال الإنساني هي جائزة أورورا للصحوة الإنسانية، والثالث: خلق مستقبل أفضل من خلال تنفيذ مشاريع الشكر والتقدير للمؤسسات والجاليات التي لعبت دوراً في إنقاذ الأرمن قبل 100 عام.

ويصادف هذا العام الذكرى المئوية للأحداث التي قُتل فيها ما يقدر بنحو 1.5 مليون أرمني. وعلى الرغم من هذه المأساة، إلا أنه قد نجا ما يقرب من 500000 شخص أرمني من هذه الأحداث واستطاعوا أن يجدوا مأوىً لهم في الخارج، والكثير منهم استطاع ذلك بمساعدة أشخاص غرباء. وتأتي مبادرة 100 حياة كأحد المساعي العالمية لتوجيه الشكر والعرفان للأفراد والمؤسسات التي ساهمت في إنقاذ حياة أشخاص قبل قرن من الزمان.

أما اختيار اسم «أورورا» لإطلاقه على الجائزة الجديدة فقد جاء تخليدًا لذكرى «أورورا مارديجانيان»، الفتاة الأرمينية التي كانت شاهدة في طفولتها على الأعمال الوحشية لمذابح الأرمن، والتي فقدت فيها والدها وإخوتها.

وعلى الرغم من الظروف القاسية التي عاشتها، إلا أن «أورورا» كرست حياتها للإغاثة الإنسانية ورفع مستوى الوعي بالأحداث التي وقعت في عام 1915. والجائزة مستوحاة من «أورورا» وأيضاً من الآلاف من القصص التي ظلت طي الكتمان عن الشجاعة والنجاة من الهلاك خلال هذه الأحداث التي وقعت منذ 100 عام مضت.

وتلاقى عدد من الأشخاص المتميزين ليشكلوا جزءًا من لجنة اختيار الفائزين بجائزة «أورورا». وبرع كل شخص من هؤلاء في مجالات عديدة ومختلفة، ولكنهم اشتركوا جميعاً في التزامهم بمبادئ الإنسانية والعدالة الاجتماعية.

ومن بين أعضاء لجنة تحديد الفائز بجائزة «أورورا» للصحوة الإنسانية الممثل الشهير جورج كلوني الحائز جائزة الأوسكار، وكل من إيلي فيزيل وأوسكار أرياس الحائزين جائزة نوبل للسلام، والمفوضة السامية السابقة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ماري روبنسون ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية جاريث إيفانز ورئيس مؤسسة كارنيجي في نيويورك فارتان كريكوريان والممثل الخاص السابق للأمين العام لشؤون المدافعين عن حقوق الإنسان في الأمم المتحدة هينا جيلاني.

وسيتم فتح الترشيحات لجائزة «أورورا» على الإنترنت في حزيران من هذا العام. وسيكون بوسع أفراد الجمهور ترشيح الأشخاص الذين تنطبق عليهم معايير الجائزة. ليتم بعد ذلك تقييم هذه الترشيحات من الأمانة العامة المخصصة لذلك والتي تتألف من خبراء في هذا المجال ويشرف عليها مراقبون مستقلون. وسيتم عرض القائمة النهائية على لجنة الاختيار لتقييمها. وسيتم منح جائزة «أورورا» الافتتاحية في حفل سيقام في يريفان بأرمينيا.

أخيراً جدير بالذكر أن ثلاث شخصيات من ممثلي النخب الأرمنية في العالم هم من قام بتأسيس مبادرة (100 LIVES)، التي تأتي جائزة (AURORA PRIZE) كجزء منها. وهؤلاء الأشخاص هم: الدكتور نوبار آفيان، شريك ومدير تنفيذي لواحدة من المؤسسات الرائدة في مجال رؤوس الأموال والاستثمارات الناشئة، فضلاً عن شغله منصب الرئيس التنفيذي لواحدة من الشركات الرائدة في مجال النظم والأجهزة البيولوجية، وكذلك منصب نائب أول للرئيس، ورئيس تنفيذي في شركة (Applera). العضو المؤسس الثاني لمبادرة (100 حياة) هو الناشط الخيري ورجل الأعمال روبين فاردانيان، الذي شغل سابقًا منصب الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة «ترويكا ديالوج»، واحد من أقدم وأكبر البنوك الاستثمارية في روسيا ورابطة الدول المستقلة، قبل دمجه مع «سبير بنك» في كانون الثاني عام 2012. ويحظى فاردانيان بمكانة مرموقة لما أحدثه من إثر بارز في تطوير سوق الأوراق المالية الروسية والمؤسسات ذات الصلة، وهو عضو أيضاً في مجالس إدارة العديد من الكيانات في روسيا والخارج، وعضو في المجلس الاستشاري الاقتصادي في مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، والتي تعتبر ذراع مجموعة البنك الدولي في القطاع الخاص، ولجنة استثمار Avica الدولية للمستثمرين العقاريين.

أما العضو المؤسس الثالث لهذه المبادرة فهو البروفيسور فارتان كريكوريان، أستاذ أكاديمي أرمني أميركي شهير، رئيس مؤسسة كارنيجي في نيويورك. وقد انتقل البروفيسور كريكوريان إلى الولايات المتحدة في عام 1956 لدراسة التاريخ والعلوم الإنسانية في جامعة ستانفورد وقد حصل بعد ذلك على شهادة الدكتوراه في نفس المجالين في عام 1964. وبعد حصوله على شهادة الدكتوراه، عمل في كليات العديد من الجامعات الأميركية.

نقلا عن صحيفة الوطن السورية

scroll to top