من ينكر إبادة أو يرفض الإعتراف بها فهو بالتأكيد يشجع على تكرارها

كان الوقت منتصف الليل حين جاء الدرك التركي وجمع جميع شبان القرية .. أذكر جيدا كيف أن والدي قبلني وأكد لي أنه سيعود… ولم يعد.

بهذه الكلمات بدأت الطفلة الأرمنية سرد قصتها وعبرها سردت حكاية الأمة الأرمنية بالكامل وبشكل مقتضب جدا.. ومن ثم طفل آخر يظهر على الشاشة ويسرد لنا قصة الهولوكوست وبعدها طفل يقص علينا مآساة دارفور..

وآخيرا تظهر طفلة تسرد لنا ما تريده اليوم.. وهو أن لا تكون هي الضحية القادمة لمآسي الإبادات الجماعية والتي جميعنا متأكد بأنه لو تم معاقبة التركي بعد قتله 1.5 مليون أرمني لما كانت لتتكرر إبادات أخرى في التاريخ المعاصر.

وأبسط دليل على صحة هذا الكلام هو ما قاله أدولف هتلر عشية اجتياحه بولاندا حين كان يشجع الجنود على ارتكاب افظع المجازر والفظاعات دون السماح لأي رحمة بالدخول في قلوبهم، فقال: “بعد كل ما حصل من يذكر اليوم الإبادة الجماعية الأرمنية“.

وطبعا كان هتلر يقصد أنه كما لم يعاقب أحد الأتراك العثمانيين على فعلتهم فاطمئنوا لن يعاقبكم أحد على أفعالكم أبدا..

للأسف.. صدق هتلر، لو عرف العالم كيف يعاقب التركي على فعلته لما كانت حدثت أي إبادة جماعية بعد الإبادة الجماعية الأرمنية.

scroll to top