20458.jpg

لاعتباره إبادة الأرمن قرارا رشيدًا.. برلمان هولندا يدين عنصرية إردوغان

لاعتباره إبادة الأرمن قرارا رشيدًا.. برلمان هولندا يدين عنصرية إردوغان

بالإجماع تقريبًا، اتخذ مجلس النواب الهولندي قرارًا يدين الرئيس التركي، رجب إردوغان، بسبب تصريحاته في 24 إبريل الماضي، والتي اعتبر فيها أن إبادة الأرمن كانت امرا “مناسبًا” في حينه.

البرلمان الهولندي في جلسته أصدر قراره، وطالب الحكومة الهولندية لنبذ تصريحات أردوغان، وإحالة رأيها إلى حكومته، وأيدت جميع المجموعات البرلمانية، ما عدا ثلاثة أعضاء فقط.

أردوغان كان قد قال إن ترحيل الإمبراطورية العثمانية للأرمن في أوائل القرن العشرين كان “مناسبًا في حينه”، مضيفا أن “ترحيل العصابات الأرمنية التي كانت تذبح المسلمين بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن في منطقة الأناضول الشرقية كان الإجراء الأنسب في ذلك الوقت”.

إردوغان يهين الضحايا

في رسالة مؤرخة بتاريخ 24 أبريل موجهة إلى المطران آرام أتيشيان، النائب العام للبطريركية الأرمنية في إسطنبول، استخدم أردوغان عبارة “ضحايا الحرب العالمية الأولى” للإشارة إلى 1.5 مليون أرمني قتلوا في الأعمال الوحشية الجماعية التي دبرتها وارتكبتها الدولة العثمانية.

وفي خطاب ألقاه مؤخرًا، أشار إردوغان إلى الضحايا بأنهم “عديد من الأشخاص قتلوا في الفترة التي أعقبت الاضطرابات التي ارتكبتها العصابات الأرمنية والجماعات المسلحة”.. وقال “إن ترحيل العصابات ومؤيديهم الذين يذبحون المسلمين، حتى النساء والأطفال والمسنين، كان القرار الأرشد الذي كان يمكن اتخاذه في ظل تلك الظروف”.

تركيا تعتقل برلمانيا هولنديا

قبل أسابيع، اعتقلت تركيا رئيس تكتل نواب الحزب الاشتراكي في البرلمان الهولندي، مراد مميش، المنحدر من أصول تركية أثناء توجهه إلى مدينة أنطاليا المطلة على البحر المتوسط؛ ثم أفرجت عنه بعد 4 أيام، ومنعته من مغادرة البلاد.

البرلمان الهولندي كان قد قرر بالإجماع في 22 فبراير 2018، الاعتراف بالإبادة الأرمنية في الإمبراطورية العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى. وقال ممثل حزب الاتحاد المسيحي بالبرلمان، جويل فورديفيند، الذي تقدم إلى البرلمان بطلب للاعتراف بالإبادة، إنه حان الوقت للإقرار بمثل هذا الحادث التاريخي. وأضاف: “لا يمكننا أن ننكر التاريخ لمجرد تخوفنا من إمكانية توقيع عقوبات دولية ضدنا، هولندا تحتضن عاصمة القانون الدولي، لذلك لا يجب أن نخشى الإقرار بما هو صحيح”.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صادق يوم 11 أبريل الماضي على مرسوم رئاسي، بإدراج يوم 24 أبريل في التقويم الرسمي لفرنسا، يومًا لإحياء ذكرى الأرمن. وفي هذا اليوم، أقر البرلمان الإيطالي اقتراحا يدعو الحكومة إلى الاعتراف رسميا بالإبادة الجماعية للأرمن.

خارجية أنقرة: افتراءات

تركيا أعلنت رفضها لقرارات البرلمان الهولندي، وفي بيان صادر عن الخارجية التركية أمس الأربعاء، قالت: “نرفض بشدة القرارات التي اعتمدها مجلس النواب الهولندي، أمس، بمبادرة من أوساط مناوئة لتركيا، إلى جانب رفضنا المزاعم الواردة فيها، والتي لا أساس لها من الصحة، والحافلة بالافتراءات ضد بلدنا”.

البيان أضاف: “المحاولات التي لا أساس لها من الصحة والخالية من الجدية لن تبقى بدون رد، ومن الصواب أن يتوجه مجلس النواب الهولندي لقضايا أكثر جدية تهدد القيم الأوروبية بدلا من مناهضة تركيا بناء على أحكام مسبقة”.

الخارجية التركية قالت في بيانها: “من المفيد إعطاء الأولوية للتدابير التي ستتخذ ضد اليمين المتطرف الآخذ بالصاعد، وكراهية الأجانب، والعنصرية ومعاداة الإسلام وزيادة الهجمات على المساجد”.

توتر متحفز

العلاقات بين تركيا وهولندا، شهدت توترا العام الماضي، وقررت أمستردام رسميًا سحب سفيرها لدى أنقرة في أعقاب التوتر السياسي بين البلدين؛ إثر رفض هولندا دخول سياسيين أتراك حاولوا إقناع أبناء الجالية التركية في هولندا بالتصويت لصالح التعديلات الدستورية التي أعطت المزيد من الصلاحيات للرئيس رجب إردوغان.

وسبق وصوتت برلمانات 12 دولة أوروبية على الاعتراف بمذابح الأرمن على أنه نوع من الإبادة الجماعية، أبرزها: فرنسا وإيطاليا وبلجيكا والسويد والنمسا وغيرها.

ورغم إقرار تركيا بمقتل نحو 500 ألف أرمني خلال المعارك وعمليات الترحيل القسري بين عامي 1915 و1917، إلا أنها تنفي ارتكاب أي إبادة بحقهم في تلك الفترة.

scroll to top