1959.jpg

ليـون زكـي : هل ينقذ المسلمون أخوانهم المسيحيين؟

أشار ليـون زكـي إلى الهواجس والمخاوف الكنسية على وجود المسيحيين في الشرق خلال أعمال ومناقشات الجمعية العمومية لمجمع الكنائس الشرقية التي عقدت في الفاتيكان بالشهر الجاري.

أوضح زكي بأن التنظيمات الأصولية التكفيرية وعلى رأسهم داعش وأخواتها لا تعترف بأي تنوع، ويستهدفون المسيحيين وخاصة الأرمن بوصفهم الحلقة الأضعف، وكل ما لا يعتنق فكرهم أو رأيهم حتى من المسلمين السنة. وأضاف بأن هذا الوباء الهمجي البعيد ليس فقط عن الرسالات السماوية لا بل من أبسط المبادئ الإنسانية.

أكد زكي بأن النخبة من المسلمين تدرك بعمق أن المسيحيين مؤسسوا الحضارة العربية قبل الإسلام وفي الإسلام، وأن المسيحيين مواطنون وليسوا رعايا ولا جالية، وهم أخوة تراب ودماء وماء وأرض وسماء الوطن، ألا يمكن الإتفاق على خط أحمر بعدم التعرض للمسيحيين وذلك بإيجاد الفتاوي الصريحة تحفظ الحقوق الإنسانية… أنه من الخطأ اختيار الهوية الإسلامية على حساب الهوية الإنسانية…!

وشدد زكي بأن السكوت عن الأفكار والأعمال الإرهابية موافقة ضمنية أو تساهل أو عدم مبالاة، رغم أن الأستنكار وحده لم يعد يغير المعادلات، اليوم المطلوب هو التحرك، ومن المسلميين أنفسهم قبل المسيحيين، أفراداً ومؤسسات ودول، للرفض العملي الذي تقضي مواقف حقيقية وخطوات عملية، لأن النهج الإلغائي لم يطح المسيحيين وحدهم، بل أيضاً المسلمين وحتى المتديّنين الذين لا يؤيدون نهجهم التكفيري.

وإلى ذلك تسأل زكي: هل ينقذ المسلمون الحقيقيون أنفسهم… وأخوانهم المسيحيين… وما تبقى من حضارة العرب؟ يوماً ستعود المياه إلى مجاريها.. ولكن هل ستكون صالحة للشرب؟

scroll to top