19475.jpg

الرسائل التي تبادلها الملك آبكار مع السيد المسيح

الرسائل التي تبادلها الملك آبكار مع السيد المسيح

وفقا للتقليد المسيحي، فإن الملك آبكار – ملك الرها (أنطاكية) – هو الملك الأول والوحيد الذي سمع عن معجزات السيد المسيح قبل صلبه وآمن به ملكا وإلها.

واستناداً إلى المصادر التاريخية القديمة وتحديدا كتاب تاريخ الأرمن للمؤرخ الأرمني الكبير موفسيس خوريناتسي (القرن الخامس للميلاد) فإن الكنيسة الأرمنية تعترف بـ آبكار ملكا لأرمينيا.

ويروي موفسيس خوريناتسي في كتابه عن تاريخ أرمينيا أن الملك آبكار كان مريضا وغير قادر على الشفاء فقام بمراسلة السيد المسيح ودعاه لزيارته والعيش في مدينته ليشفيه من مرضه من جهة وليتخلص من إضطاد وملاحقة اليهود له من جهة أخرى.

رسالة الملك آبكار للسيد المسيح

من الملك آبكار الى يسوع الطبيب العظيم. يا سيدي عليك مني السلام، أما بعد. فقد بلغني انك تشفي المرضى بقوة كلامك و دونما دواء او ترياق .و انك تجعل الاعمى بيصر و المقعد يمشي و الاصم يسمع و كل ذلك بقوة كلامك و لقد بلغني انك تحي الموتى ايضا. و لما سمعت كل ذلك يا سيدي على لسان رسولي اليك حنان فقد قلت في نفسي انك نزلت من السماء بلا شك و انك ابن الله. لذلك اطلب منك في رسالتي هذه ات تأتي الى مملكتي و تشفيني من مرض البرص لان ايماني بك كامل. ولقد بلغني يا سيدي ان اليهود يتأمرون عليك و يسعون الى صلبك و قتلك و انهم على وشك ان يفعلوا ذلك. و لذلك اقول لك ان مدينتي ليست كبيرة و لكنها جميلة و تتسع لنا نحن الاثنيين معا لنعيش فيها بسلام.

عندما تسلم يسوع نص الرسالة من حنان قرأها ثم قال له:

عد الى الرها وقل لسيدك إنني اقول له طوبى لك لانك امنت بي قبل ان تراني لانه مكتوب عني ان الذين يرونني لا يؤمنون بي والذين لا يرونني يؤمنون بي. إنك ايها الملك /آبكار/ تسألني ان آتي اليك .إنما ما جئتُ من اجله قد تم ولكن ما أن أصعد الى الذي أرسلني أي أبي الذي في السماوات حتى أرسل اليك احد نلامذتي ليشفيك من مرضك. وكذلك سوف امنح الحياة الابدية لكل الذين حولك وإني أبارك مملكتك فلا يغلبك عدو ابداً.

حمل رسول آبكار، بالإضافة إلى إجابة المسيح، أيضا رمزًا مطبوعًا، والذي كان الرب قد طبعه بنفسه على وجهه على القماش. وبعد صعود المسيح، أحد رسله ذهب إلى الرها، وشفي آبكار وجميع المرضى بالمدينة، وعظ بالإنجيل. المدينة بأكملها أمنت بالمسيح واعتنقت المسيحية، بعيدا عن عبادة الأصنام. ثم ذهب الرسول ثاديوس إلى أرمينيا للتبشير بابن شقيق آبكار، الملك ساناتراك. وهكذا، أصبح إيمان آبكار نور المسيحية في الرها، ثم في العالم الأرمني بأكمله.

في 24 أغسطس 2009، تبنى مجلس إدارة البنك المركزي الأرمني قرارًا بشأن إدخال ورقة نقدية جديدة بقيمة اسمية تبلغ 100.000 درام تحمل صورة الملك آبكار الخامس، الذي وصف بأنه ملك الأرمن في بلاد ما بين النهرين. يصور الجزء الأمامي من العملة الورقية آبكار مشيراً إلى العلم الملكي. أما الجهة الأخرى من العملة فتحمل صورة التلميذ ثاديوس من مدينة إديسا وهو يسلم الرسم القماشي للملك آبكار الخامس وما يعقبه من معجزة شفاء.

scroll to top