19050.jpg

واشنطن تحاول إستقطاب يريفان.. وباشينيان لا يستبعد شراء الأسلحة الأمريكية

واشنطن تحاول إستقطاب يريفان.. وباشينيان لا يستبعد شراء الأسلحة الأمريكية

لا تكتفي الإدارة الأميركية الحالية بالعقوبات الإقتصادية أداة لحصار خصومها كإيران وروسيا، بل هي تمارس سياسات مختلفة موازية عبر العمل على كل دولة من دول الجوار كحالة مستقلة في سبيل إستقطابها.

وبعد الإختراق الإسرائيلي الصادم من بوابة سلطنة عُمان، تسعى الولايات المتحدة لفتح كوة من بوابة أرمينيا، المعروفة بعلاقاتها التاريخية مع إيران وروسيا.

في آخر الأنباء، زار مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون البلد القوقازي حيث إلتقى كبار المسؤولين الأرمنيين، قبل أن يخرج رئيس الوزراء “نيكول باشينيان” بتصريح مفاجئ يعلن فيه أن المحادثات مع المسؤول الأميركي شملت إمكانية شراء أسلحة أميركية.

وكشف باشينيان في مؤتمر صحفي أن أرمينيا “غير مقيدة بأي شيء. وإذا كان هناك عرض جيد لنا من الولايات المتحدة فسنناقشه”، في معرض رده على سؤال حول إمكانية شراء معدات عسكرية من واشنطن.

وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، حرص بولتون على الترويج للمرحلة الجديدة من العلاقات الأميركية – الأرمينية عبر القول أن شراء أرمينيا لأسلحة أميركية خيار “حيوي” بالنسبة لها.

وكان بولتون واضحاً في مقاربة التنافس مع روسيا في أرمينيا، بالإعلان أنه “إذا كانت القضية الاختيار ما بين شراء أسلحة أميركية أو روسية، فنحن نعتقد أن أسلحتنا أفضل من أسلحة روسية بجميع الأحوال. ونحن نود الإستفادة من ذلك”، معربًا عن إعتقاده أن شراء أسلحة أميركية “يعزز خيارات أرمينيا بشأن عدم الإعتماد على قوة واحدة”، في إشارة إلى العلاقات الأرمينية التاريخية مع روسيا.

ومن المعلوم أن أرمينيا تتمتع أيضًا بعلاقات مميزة مع إيران؛ الأمر الذي تنظر إليه كل من اذربيجان الحليفة للولايات المتحدة بكثير من التوتر والريبة.

وتشكل المصالح الإقتصادية العامل الأهم في سياق بناء الثقة بين إيران وأرمينيا، حيث يعمل الطرفان على مشاريع مائية ضخمة كما يتشاركان خطوط أنابيب لنقل الطاقة بينهما فضلًا عن مشاريع مشتركة للنقل.

ومن شأن أيّ خرق أميركي للساحة الأرمينية أن يعيد خلط الأوراق في هذه المنطقة من العالم ويشكلّ تهديدًا للمصالح الروسية والإيرانية معًا، مع الإشارة أن إسرائيل أيضًا تمتلك علاقات واسعة مع كلا من أرمينيا وأذربيجان.

وقد كانت أرمينيا تحديدًا محط أنظار دول العالم الكبرى في الآونة الأخيرة، بعد التظاهرات السلمية احتجاجا على الأوضاع الإقتصادية المتردية، ما أدى إلى وصول “باشينيان” إلى رئاسة الحكومة. ومن المعروف أن رئيس الوزراء الجديد يسير بحذر في حقل العلاقات الإقليمية والدولية، في محاولته لمعالجة مشاكله الداخلية وحرصه على عدم إفتعال ازمة مع روسيا، مع سعيه في الوقت نفسه لفرص جديدة مع دول الناتو والولايات المتحدة.

المصدر : الميادين نت

scroll to top