18486.jpg

وفد اقتصادي لبناني يصل أرمينيا ويلتقي الرئيس آرمين ساركيسيان

إستقبل رئيس جمهورية ارمينيا آرمين ساركيسيان وفدا اقتصاديا لبنانيا برئاسة رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، في حضور سفيرة لبنان في ارمينيا مايا داغر وسفير ارمينيا في لبنان صموئيل ماكردشيان.

ورحب ساركيسيان بالوفد طالبا، منهم الاستمتاع بجمال أرمينيا ومرحبا بالاستثمارات الجديدة القادمة من لبنان ومتمنيا على جميع اللبنانيين “اعتبار أرمينيا بلدا ثانيا لهم”.

وألقى المطران درويش كلمة باسم الوفد، قال فيها: “يسعدني أن أخاطب شخصك الكريم كرئيس لجمهورية أرمينيا. أحييكم باسمي واسم الوفد اللبناني الذي يضم النائب ميشال ضاهر، وفاعليات أخرى من زحلة وسهل البقاع. خمسة وثلاثون من الاقتصاديين القادمين من زحلة والبقاع، لبوا دعوة السيد نقولا أبو فيصل لزيارة ارمينيا بعد أن بدأ الاستثمار فيها عام 2013. نأمل من حكومتكم أن تساعده وتسهل عمله. نحن نعتقد أن هذه المشاريع ستحدث بالتأكيد فرقا في الوضع الاقتصادي الحالي، ليس فقط في أرمينيا بل في لبنان أيضا.”

وأضاف: “ان أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك، والتي كان لي شرف أن أكون رئيس أساقفة لها على مدى السنوات السبع الماضية، ساهمت أيضا بكفاءة في التنمية الاقتصادية في زحلة والمنطقة. قمنا ببناء شقق بأسعار معقولة جدا للأزواج الشابة. وقد لعبنا دورا بالغ الأهمية على المستوى الإنساني مع المحتاجين اللبنانيين واللاجئين السوريين، وخاصة المسيحيين، الذين كانوا يعتمدون علينا ليتمكنوا من الصمود على جميع المستويات (الاحتياجات الإنسانية الأساسية، الغذاء، النظافة، الصحة، التعليم… الخ)”.

وعن العلاقات بين لبنان وارمينيا قال درويش: “قد تم انتخابكم في نيسان عام 2018، وقد أثر في خطاب قسمكم، وسأحملك دائما في صلاتي، حتى تتمكن من تحقيق كل أحلامك وأحلام الشعب الأرمني. خاصة أن رئاستك كانت مستحقة إلى حد كبير، وكل جهودك السياسية كسفير في لندن لأطول مدة زمنية، وكرئيس وزراء سابق. إن إيمانكم وعملكم الجاد سيضع بلدكم في آفاق غير محدودة للتقدم. من الجيد أن نتذكر أن لبنان يستضيف ثامن أكبر عدد من الأرمن في العالم وكان أول دولة عضو في جامعة الدول العربية اعترفت بالإبادة الجماعية للأرمن في 11 أيار 2000 بعد التصويت الرسمي في البرلمان اللبناني. اجراءات كثيرة اتخذت بين أرمينيا ولبنان اللذين ألغيا تأشيرة الدخول بين البلدين. ووفقا للتمثيل الطائفي اللبناني التقليدي في البرلمان اللبناني، فقد تم حجز 6 مقاعد مضمونة للمرشحين الأرمن. علاوة على ذلك، يتم إعطاء الأرمن تقليديا مناصب وزارية حكومية. اللبنانيون الأرمن لديهم أيضا حصتهم في المناصب العامة العليا”.

وتابع: “يجب ألا ننسى أنه خلال حرب لبنان عام 2006، أرسلت أرمينيا مساعدات إنسانية إلى لبنان، وتم تخصيص كمية لا بأس بها من الأدوية والخيم ومعدات مكافحة الحريق للسلطات اللبنانية. كذلك، بيروت هي مركز الجامعة الأرمنية الوحيدة خارج أرمينيا، جامعة هايغازيان. تأسست هايغازيان عام 1955، وهي مؤسسة ليبرالية للفنون والتعليم العالي. كما توجد مدارس أرمنية في لبنان بمستويات تعليمية عالية. كل هذا يمنحنا الامتياز للعمل معا نيابة عن البلدين، من أجل فتح آفاق وفرص جديدة”.

وعن المجازر الأرمنية قال درويش: “شخصيا، حاولت طوال حياتي أن أعزز التفاهم بين أهل الإيمان، وأن أبني جسورا بين الأديان العظيمة في العالم. ومن المفجع والمحزن ان نتذكر مقدار الألم والمعاناة التي تحملها المسيحيون خلال الإبادة الجماعية. هذه الإبادة الجماعية عمقت قناعتنا لإبقاء شعبنا أقوى. أنا فخور بما قلته في خطاب تنصيبك: “إن بطولات الماضي وخبرة الشعب الأرمني تظهر أن تاريخنا هو أكثر من تاريخ روحي. وبدون هذه الروح والإيمان، لم يكن بإمكاننا الوصول إلى أيامنا منذ زمن بعيد، وفي هذه الأثناء، يجب علينا أن نسير جنبا إلى جنب مع تقدم البشرية وأن نساهم في التقدم العالمي”.

وختم درويش داعيا الى مزيد من التعاون بين البلدين، وقال: “اليوم يحتاج مسيحيو الشرق الأوسط إلينا جميعا. ربما قد نلتزم معا بعمل ما قدر المستطاع، للمساعدة في ضمان أن أولئك الذين يعانون اليوم سيكون لهم حياة أكثر إشراقا في المستقبل. قبل الختام ، دعونا نصلي معا لتعزيز المحبة بين أرمينيا ولبنان. دعونا نصلي من أجل نجاح هذا الاجتماع والمشاريع القادمة”.

ثم كانت أسئلة من اعضاء الوفد للرئيس ساركيسيان عن طبيعة الاستثمارات المطلوبة في السوق الأرميني وحاجة هذا السوق الواعد الذي يلبي حاجات مئتي مليون مستهلك في روسيا وإيران وبلاد القوقاز والتي تعتبر ارمينيا نافذة لهم من خلال الانتاج فيها والتصدير اليهم.

ولاحقا، لبى الوفد دعوة سفير لبنان في ارمينيا مايا داغر الى حفل استقبال في دار سكنها، حضره مدير العلاقات الدولية في الكرسي البطريكي للأرمن الأرثوذكس في اتشن ميازين المطران ناثان وأفراد من الجالية اللبنانية في العاصمة الارمنية.

وكانت كلمة للمطران درويش شكر فيها داغر، قائلا: “لقد لبينا بفرح كبير دعوة الأخ والصديق نقولا ابو فيصل مؤسس مشاريع غاردينيا في لبنان وفي ارمينيا. أتينا معه لنشهد اولا للإبداع اللبناني الذي يتجسد اليوم في رؤى نبوية اطلقها السيد ابو فيصل الذي انطلق من زحلة الى ارمينيا ليجسد تطلعات كل لبناني. فلبنان اكبر من بلد، انه رسالة للشرق والغرب. فكيف اذا كانت هذه الرسالة تتحقق في محبة اللبنانيين للأخوة الأرمن الذين ساهموا عبر تاريخنا بنهضتنا الإقتصادية. أعود وأشكر الأخ نقولا ابو فيصل الذي جمعنا معك ومع ضيوفك الكرام، ونهنئه على هذه المشاريع الذي يقوم بها في هذا البلد الخير”.

scroll to top