15883.jpg

أرمينيا تتجه نحو الطاقة الشمسية للتقليل من الاعتماد على روسيا

أرمينيا تتجه نحو الطاقة الشمسية للتقليل من الاعتماد على روسيا

بعد عقود من الإرتباط الوثيق بين كل من أرمينيا وروسيا في مجال تأمين الطاقة، يبدو أن الأمور بدأت تتغيّر مع التوجّه نحة التنمية المستدامة والطاقة البديلة. فأرمينيا تسعى اليوم للحد من إرتباطها بروسيا متّجهة إلى مجال الطاقة الشمسية

وتستورد أرمينيا الواقعة في جنوب القوقاز ثلاثة أرباع حاجتها من الطاقة حاليا، معظمهما من روسيا، لكنها تحظى بشمس مشرقة يمكن أن تؤمن لها 1720 كيلوواط ساعة في المتر المربع، أي أكثر من المعدّل الأوروبي بنسبة 70 %، وفقا للسلطات. وتأمل يريفان في تنويع مصادر الطاقة “لضمان السلامة والاستقلال” في هذا المجال، بحسب ما قال نائب وزير الطاقة هايك هاروتيونيان لوكالة فرانس برس.

وحددت الحكومة في “خريطة الطريق في مجال الطاقة” هدفا يقضي بأن تغطي مصادر الطاقة المتجددة 8 % من حاجاتها بحلول أربعة أعوام. وتقدّر أن الطاقة الشمسية يمكن أن تزوّد البلاد بثلاثة آلاف ميغاواط، أي أكثر مما تولّده محطتان نوويتان حديثتان.

ومن المقرر أن تبدأ مجموعة من شركات الاستثمار في المستقبل القريب ببناء محطة للطاقة الشمسية قادرة على تولد 55 ميغاواط. ومن الجهات المشاركة في تمويل هذا المشروع البنك الدولي الذي قدّم أكثر من خمسين مليون يورو في إطار مساهماته الرامية إلى الحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة لارتفاع حرارة الأرض. وسبق ذلك إنشاء ثلاث محطات صغيرة، ومن المقرر أن تنشأ سبع محطات مماثلة في العام 2018.

ومن النتائج الأولى لهذا التحوّل أن مقر الحكومة سيعتمد على الطاقة الشمسية حصرا اعتبارا من العام المقبل، على أن يتّسع الأمر ليشمل مبان حكومية أخرى. وانطلق أيضا مشروع نموذجي لتزويد القرى النائية في أعالي الجبال بمحطات للطاقة الشمسية لتأمين حاجة سكانها من التيار الكهربائي والمياه الساخنة.

وفي مؤشر على اهتمام القطاع الخاص في الطاقة المتجددة، استثمرت مجموعة تاشير، التي اشترت في العام 2015 شركة الكهرباء المحلية من مجموعة “إنتر-راو” الروسية، 425 ألف يورو لإنشاء محطة شمسية في منطقة تساغكادزور الجبلية السياحية. وقد حدّدت الحكومة هدفا يقضي بتقليص الاعتماد على الغاز الطبيعي في العام 2020 بنسبة تزيد عن الثلث، مقارنة مع العام 2010.

وتعتمد أرمينيا حاليا على روسيا في 80 % من حاجتها للغاز، كما أن روسيا تصدّر لها كامل حاجتها من الوقود لمحطتها النووية الوحيدة “ميتسامور” التي صارت متقادمة. وتولّد هذه المحطة ثلث التيار الكهربائي، وقد مددت يريفان العمل بها حتى العام 2026، إلى أن تتوفر لديها مصادر توليد بديلة. ويقول هايك هاروتيونيان “ينبغي أن نقفل هذه المحطة يوما ما، وعلينا أن نستعد لذلك”. ويضيف “من أجل ذلك تضاعف أرمينيا جهودها لتطوير مصادر الطاقة البديلة من الشمس والرياح والمياه”.

ولا يقتصر النفوذ الروسي في أرمينيا على مجال الطاقة، ففي العام 2013 فضّلت يريفان أن تنضم للاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي الذي أنشأته موسكو، على أن توقّع اتفاقا اقتصاديا مع الاتحاد الأوروبي.

وأرمينيا عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تضم جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. وهي الحليف العسكري الأول لموسكو في منطقة القوقاز المتوترة وخصوصا بسبب النزاع مع أذربيجان على إقليم ناغورني كره باخ.

ويقول المحلل ألكسندر أفانيسوف “مصادر الطاقة البديلة قد لا تحل مكان المصادر التقليدية تماما، لكنها قد تساعد على الحد من الاعتماد على روسيا في مجال الطاقة، وبالتالي إضعاف وسائل الضغط التي يملكها الكرملين على يريفان”.

scroll to top