15092.jpg

كارو بايلان: الأرمن في تركيا ليسوا جالية وهذه بلادنا

كارو بايلان: الأرمن في تركيا ليسوا جالية وهذه بلادنا

كارو بايلان: يجب على تركيا أن تعترف بوقائع تاريخها، وتوافق على حقيقة الإبادة الجماعية للأرمن، وتفتح حدودها مع أرمينيا.

كارو بايلان، الأرمني الأصل والنائب في البرلمان التركي عن الحزب الديمقراطي الشعبي المؤيد للكرد، يتحدث في مقابلة نشرت على موقع “أوراسيا ديلي”.

يقول بايلان: “لا تستطيع أرمينيا أن تتطور بمعزل عن التطورات السياسية الإقليمية والعالمية. والوضع في بلدان الجوار ليس مستقرا. وهناك اضطرابات متواصلة تحدث في تركيا والعراق وإيران وسوريا. حتى أن حالة الفوضى باتت تطغى على بعض من هذه البلدان. وفي أذربيجان المجاورة تتصاعد النزعات القومية.

وفي ظل هذه الظروف القائمة، من الضروري أن تكون أرمينيا قوية، ولكن عندما يعزز القوميون مواقعهم على كلا الجانبين، فإن من الصعب الحديث عن الاستقرار. فالحركات القومية في تركيا وأرمينيا وأذربيجان تغذي وتعزز بعضها بعضا. وبالطبع، أنا أرمني، ولكن موقفي سلبي وعلى قدم المساواة من القوميين الأتراك والأرمن، ولدي مشكلات مع كلا الطرفين، لأنني أطالب بالسلام وأكافح من أجل السلام والديمقراطية في تركيا. وأنا على اقتناع راسخ بأن هذا هو الطريق الوحيد الممكن للتعايش السلمي بين دول المنطقة”.

أما بشأن تركيا، فيقول بايلان إن الوضع في تركيا يزداد سوءا، وإن البلاد تنزلق إلى “أحضان الظلام … لقد بدأنا نتحدث عن الإبادة الجماعية للأرمن والمطالبة بالعدالة منذ 10-15 عاما. وبالتأكيد، كان من الصعب استخدام تعبير “الإبادة الجماعية” في الحديث السياسي العام، ولكن أدى نشاطنا إلى حقيقة أن الناس بدأوا التفكير في ماضيهم وهويتهم وفي ما حدث لأجدادهم منذ 100 عام. وشيئا فشيئا، تمكنا من إدراج تعبير “الإبادة الجماعية” في خطاب البرلمان التركي ولم نواجه مشكلات”. ويضيف بايلان أن “الحديث عن “إبادة الأرمن” جرى أكثر من 20 مرة في البرلمان التركي. ولكنني عندما تناولت هذا الموضوع هذا العام في سياق الإصلاحات الدستورية تعرضت للتهجمات، وجرى تمرير قانون يمنع استخدام تعبير “الإبادة الجماعية” في البرلمان التركي. وكان من الواضح أن هذه الخطوة جاءت تعبيرا عن تجسيد التحالف بين أردوغان والقوى القومية المحلية”.

وحول شخص الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يقول النائب بايلان إنه “فرض الصمت على البرلمان ووسائل الإعلام، في حين أن النظام القضائي لا يعمل. ولعل السلطة الوحيدة التي بقيت تعمل في البلاد، هي سلطة الرئيس.

“أردوغان كسياسي ورئيس – هو شخص انتهازي في السليقة. وهو يسلك الطريق الوحيد والمربح له شخصيا. و”قبل 3 سنوات اتبع المسار الديمقراطي للتنمية لكن، عندما انخفض عدد الأصوات الناخبة له، سلك الطريق الأسهل، وهو الحرب ضد الكرد، وارتفعت نسبة الناخبين بشكل حاد من 40% إلى 50%، ولكن من الضروري أن نفهم أن كل هذا مؤقت، ويجب أن نكون مستعدين للتغيرات المقبلة”.

وبشأن علاقات تركيا مع جمهورية أرمينيا، يقول بايلان إن من الضروري في البداية اقامة الحوار بين الدولتين على مستوى البرلمان، وسائل الإعلام وإقامة علاقات اجتماعية بين الشعبين الأرميني والتركي، و”أستطيع القول إن أرمينيا بعيدة عن ذلك الآن، وعلى المستوى القيادي للبلاد يقولون إن أرمينيا منفتحة ومستعدة للحوار، ولكن المفاهيم النمطية، التي بقيت من مخلفات الماضي مثل “التركي يبقى تركيًا” لا تزال تهيمن على وعي المجتمع الأرميني. والشيء نفسه يحدث في تركيا”. لماذا؟ لأنه لا توجد اتصالات بين الشعوب والزعماء وأصحاب الرأي … وسأحاول مع أصدقائي في تركيا تطوير الرؤى حول القضايا الأرمينية والكردية، بهدف الخروج من هذا المأزق، والابتعاد عن اللغة القومية والانتقال بالتدريج إلى الحوار مع أرمينيا، وأريد أن تكون أرمينيا مستعدة لبناء جسر التعاون المشترك مع تركيا”، – كما يقول كارو بايلان.

وأضاف بايلان أن “العلاقات مع أرمينيا الآن للأسف غير ذات أهمية بالنسبة إلى تركيا، ولكن هذا “حاليا”. أما عندما يتجه الوضع في تركيا مستقبلا نحو الديمقراطية، آنذاك سوف تبرز أهمية العلاقات مع أرمينيا”. و”تركيا يجب أن تنظر واقعيا في صفحات تاريخها، وتوافق على حقيقة “الإبادة الجماعية” للأرمن، وفتح أبوابها مع أرمينيا”، – بحسب كارو بايلان.

نقلا عن روسيا اليوم | ترجمة وإعداد: ناصر قويدر

scroll to top