14984.jpg

ماذا ناقش بوتين وأردوغان وراء الأبواب المغلقة؟

ماذا ناقش بوتين وأردوغان وراء الأبواب المغلقة؟

جرت المحادثات بين رئيس الكيان التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نهاية الأسبوع الماضي بشكل مغلق، ولذلك لا يمكن الحديث سوى عن القضايا التي من المرجح أن يكون الزعيمان قد ناقشاها، وإن كان من غير الواضح ما هي التفاهمات التي توصلا إليها بشأن القضايا المهمة.

وفي هذا الصدد تشير الباحثة داريا غريفتسوفا، نائب مدير معهد الدراسات السياسية إلى أن الموضوع الرئيس على جدول المباحثات كان العلاقات السورية الروسية مع تركيا وقد نجح بالفعل التعاون الوثيق بين روسيا وتركيا بشأن سوريا. وهناك مفاوضات جارية في أستانا تدعمها روسيا وإيران وتركيا. سيكون من المستحيل السيطرة على جزء من سوريا وتقسيم الجيبين الكرديتين في سوريا دون أي دعم من روسيا، وهذا أمر منطقي بالنسبة لتركيا.

وتضيف غريفتسوفا في مقال نشره موقع يوروآسيا دايري إلى أن الوقت الحاضر يشهد الأيام الأخيرة من داعش. ومن المحتمل أن يتم القضاء عليه في المستقبل القريب. آخر معركتين كبيرتين هما الرقة ودير الزور. سيستولي الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة على الرقة، بينما سيستولي الجيش السوري المدعوم من روسيا على دير الزور.

وتنوه إلى أنه سيعقب ذلك إما الدخول في عملية سلام في سوريا، أو أن تتقاتل جماعات المعارضة المسلحة مع بعضها بعضا، وهذه هي القضية الأهم التي ناقشها بوتين وأردوغان.

وتوضح أن هناك الآن عددا قليلا من الفاعلين الرئيسيين على الأرض: جيش النظام السوري، والأكراد الذين يدعمهم الأمريكيون، وهيئة تحرير الشام المدعومة من السعودية، وأحرار الشام من قطر والجيش السوري الحر المدعوم من تركيا. وبصرف النظر عن هذه القوات، فإن عشرات من المنظمات المسلحة المتوسطة والمئات من المنظمات المسلحة الصغيرة تعمل في سوريا. ومن الضروري تحديد أيها يمكن قبوله في البرلمان السوري المقبل، وأيها يجب تدميره من أجل إقرار السلام. وقد نوقشت هذه المسألة على الأرجح في المحادثات. وقد أشير إلى هذا البند على أنه مناقشة لمنطقة وقف التصعيد في إدلب، حيث إن معظم جماعات المعارضة المسلحة تتركز فيها.

أما الموضوع الثاني الذي تناولته المباحثات، وفقا لغريفتسوفا، فهو العلاقات الثنائية بين البلدين. قال بوتين إنه فتح الطريق أمام السائحين الروس إلى المنتجعات التركية. هناك بالفعل 2.5 مليون سائح روسي زاروا تركيا. وعلاوة على ذلك، قامت روسيا بإزالة جميع القيود تقريبا المفروضة على المنتجات الزراعية التركية. وفي المقابل، فإن روسيا تطلب السماح بدخول المنتجات الزراعية الروسية (خاصة اللحوم) إلى السوق التركية التي ما تزال مغلقة تقريبا.

الاتجاه الثاني المهم للتفاعل الاقتصادي هو “مشروع السيل التركي. وحتى الآن لم يبن سوى الخط الأول، ولكن من الممكن فتح أربعة خطوط على المدى الطويل. وهناك مشروع مهم آخر هو محطة أك كويو للطاقة النووية. انها ليست مجرد محطة للطاقة الذرية، بل هو سلسلة من محطات الطاقة النووية جنبا إلى جنب مع الصناعة النووية التي تبنيها روسيا لتركيا.

وتقول غريفتسوفا إن روسيا تستثمر بالفعل مبالغ ضخمة في هذا المشروع والرأي العام في روسيا لديه مخاوف جدية من أن الاستثمار في هذا المشروع لن يعود بفائدة على روسيا.

وثمة مجال آخر هو التعاون العسكري – التقني، وخاصة منظومة الصواريخ S-400 التي يعارضها حلف شمال الأطلسي بشدة. وهذه المسألة تحتاج أيضا إلى مناقشة جادة من جانب الزعيمين.

ورأت الباحثة الروسية أن قضية استقلال كردستان كانت ضمن القضايا الأكيدة التي ناقشها الزعيمان، وهي مسألة تثير قلقا بالغا لدى الأتراك، حيث إنهم يخشون كثيرا من سلسلة من ردود الفعل التي سوف تحدث وتصل إلى الأكراد في تركيا.

وإلى جانب هذه القضايا “الإلزامية” التي تناولتها المحادثات، هناك موضوعات أخرى اختيارية قد تكون قد تطرقت إليها أو لا. ومن هذه الموضوعات علاقات البلدين مع الاتحاد الأوروبي. ونظرا لأن كلا من روسيا وتركيا لهما علاقات معقدة ومتوترة للغاية مع الاتحاد الأوروبي، فبمقدورهما أن يعززا بشكل كبير مواقفها التفاوضية، إذا بدأ البلدان في تنسيق أعمالهما ودعم بعضها البعض.

وثمة موضوع آخر يمكن أن تكون المباحثات قد تناولته وهو الصراع المسلح بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورني – كاراباخ. هذا الصراع مجمد، لكنه يمكن أن ينفجر مرة أخرى في أي وقت، لأن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود. ويجب ان تضع تركيا وروسيا خطة عمل مشترك فى حالة تفاقم الوضع.

أما آخر القضايا التي يحتمل أن تكون المفاوضات قد تناولتها، فهي موقف أردوغان وبوتين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ يحتمل أن بوتين وأردوغان بحثا كيفية مساعدة ترامب في هزيمة الأعداء المشتركين.

scroll to top