13920.jpg

لماذا سحبت ألمانيا قواتها من قاعدة إنجرليك التركية؟

لماذا سحبت ألمانيا قواتها من قاعدة إنجرليك التركية؟

تصاعدت حدة الخلافات بين ألمانيا وتركيا، وباتت تتخذ عناوين متعددة في الصراع السياسي والدبلوماسي المستمر منذ أكثر من عام، على خلفية إعتراف البرلمان الألماني رسميا بالإبادة الجماعية الأرمنية فقررت برلين المصادقة أيضا على قرار سحب القوات الألمانية من قاعدة إنجرليك، الأمر الذي خلق توتًرا بين البلدين، وصل إلى تهديد مفاوضات الاتحاد الأوروبي مع أردوغان.

الخطوة التصعيدية، خلقت أزمة جديدة بين البلدين، دفعت تركيا بمقتضاها إلى اعتقال الصحفي الألماني، دينيز يوجل، العامل في صحيفة “فيلت” الألمانية.

أردوغان الرافض الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية

أردوغان الرافض الاعتراف بالإبادة الجماعية الأرمنية

وهو ما أثار موجة غضب عارمة في ألمانيا، حيث تبادل المسؤولون في الدولتين الاتهامات الحادة، فعلى سبيل المثال وصفت المستشارة الألمانية، اعتقال السلطات التركية للصحفي، بأنه أمر “مرير ومخيب للآمال”، وقالت: إن “هذا الإجراء قاس على نحو غير ملائم، لأن دينيز يوجل قدّم نفسه إلى العدالة ووضع نفسه في خدمة التحقيق”، إلا أن الأتراك يتهمون الصحفي المذكور بالضلوع في أنشطة إرهابية، وبأنه عميل للمخابرات الألمانية.

الاتهام التركي للصحفي الألماني زاد من الأزمة، ودفع برلين إلى مطالبة أنقرة بتحسين مواقفها من أجل إعادة العلاقات مجددًا والإفراج الفوري عن المذكور.

لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استنكر مطالب ألمانيا، وشن هجومًا لاذعًا على المستشارة أنجيلا ميركل، متهمًا بلادها بدعم الإرهاب. وقال “أردوغان”: “على الحكومة الألمانية المثول أمام القضاء بسبب دعمهم وتسترهم على الإرهابيين”.

إلا أن وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل، رفض تصريحات أردوغان، رغم مساعيه للتهدئة، ليؤكد أن العلاقات بين ألمانيا وتركيا لن تعود إلى طبيعتها بسرعة، مشيرًا إلى أن الخلافات لن تُحل بين عشية وضحاها، وأن هناك أمورًا لا بد من تغييرها.

وفي هذا الصدد، بدأت ألمانيا، بسحب قواتها من قاعدة “إنجرليك” الجوية التركية، حيث كانت تدعم عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، وذلك بعد موافقة البرلمان الألماني الشهر الماضي.

وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل

وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل

“جابريل” أكد أنه ليس من المنتظر أن يؤدي سحب القوات الألمانية من قاعدة “إنجرليك” إلى زيادة توتر العلاقات مع أنقرة، وقال: “نحن ننفصل على نحو لائق”.

من جانبه، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية، أن ناقلة وقود ألمانية تركت قاعدة “إنجرليك” للقاعدة الأردنية أمس الأحد، حيث أبلغ وزير الدفاع الألماني نظيره التركي بتاريخ الانسحاب خلال اجتماع قمة “الناتو” في بروكسل.

الانسحاب الألماني من قاعدة إنجرليك التركية، لا يعني التخلي عن التحالف الدولي، بل إن هناك اتفاقًا بين ألمانيا والتحالف الدولي برعاية أمريكا، بأن تستمر الطائرات الألمانية في القاعدة التركية على الأقل حتى نهاية يوليو الجاري، كجزء من مهمة توفر طائرات استطلاع لدعم عمليات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد “داعش” فى العراق وسوريا.

ومن المقرر أيضًا نقل المواد الضرورية إلى قاعدة جوية جديدة في الأردن، حيث يتم نشر الطائرات بحلول شهر أكتوبر.
فهل الضغط الألماني سيجبر تركيا على تحسين موقفها؟

لا يمكن الاعتقاد بأن تلك الخطوة ستذيب الجليد بين البلدين، وذلك بعد رفض تركيا السماح للمشرعين الألمان بزيارة روتينية للقاعدة، قائلة: إن “برلين تحتاج إلى تحسين موقفها تجاه تركيا أولا، بعد أن منعت ألمانيا بعض السياسيين الأتراك من القيام بحملات دعائية على أراضيها خاصة بالاستفتاء حول منح أردوغان سلطات جديدة، منذ أشهر”.

حيث بررت أنقرة رفضها زيارة وفد لجنة الدفاع بالبرلمان الألماني لجنود الجيش الألماني المتمركزين في “إنجرليك” بسبب منح الحكومة الألمانية حق اللجوء لجنود أتراك سابقين، تتهمهم أنقرة بالتورط في محاولة الانقلاب العسكري بتركيا في شهر يوليو من العام الماضي.

وهو ما أثار حفيظة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ودفعها للقول: إنه “إذا لم يتيسر زيارة وفد لجنة الدفاع إلى القاعدة، سيتعين علينا مغادرة إنجرليك”.

وكانت العلاقات بين ألمانيا وتركيا قد شهدت تدهورًا منذ صوت “البرلمان الألماني” على إعلان عمليات القتل الجماعي للأرمن على أيدي العثمانيين، حيث إن أنقرة هي الدولة التي خلفت الإمبراطورية العثمانية وأنها ترفض تسمية تلك العمليات بالإبادة الجماعية.

كما أن جهود أردوغان لممارسة الضغط على المغتربين الأتراك في ألمانيا للتصويت لصالح الإصلاح الدستوري لتمديد صلاحياته في وقت سابق من هذا العام تسببت في توترات جديدة بين البلدين.

scroll to top