11602.jpg

ليون زكي: ثلث أرمن سورية بقوا فيها بعد خمس سنوات من الموت

ليون زكي: ثلث أرمن سورية بقوا فيها بعد خمس سنوات من الموت

أكد رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني ليون زكي أن ثلث السوريين الأرمن بقوا في وطنهم سورية بعد مضي أكثر من خمس سنوات من الحرب الظالمة في البلاد، وعلى الرغم من الموت المحدق بهم، بسبب تمسكهم بها وإيمانهم بضرورة وحتمية عودة الأمن والسلام إلى ربوعها.

وبين زكي في حديثه أن حوالي 34 ألف سوري أرمني، من أصل 100 ألف تعدادهم الفعلي في سورية قبل اندلاع الحرب في آذار 2011، لا زالوا متمسكين بمناطق إقامتهم التقليدية على امتداد الجغرافية السورية مع تصاعد محاولات استهدافهم أخيراً خصوصاً في حي الميدان في حلب الذي كان يشكل أهم مقر لسكنهم ولنشاطهم التجاري.

وحول توزع أعداد السوريين من أصل أرمني حالياً داخل المحافظات السورية وبشكل تقديري، بين زكي أن الحصة الأكبر منهم وبحسب تعداد أرقام الطلاب في المدارس استأثرت بها مدينة حلب بواقع 16 ألف نسمة بينما يستحوذ الساحل السوري في اللاذقية وطرطوس وكسب على 8 آلاف نسمة منهم في مقابل 6 آلاف نسمة في دمشق و4 آلاف نسمة في الجزيرة السورية (القامشلي والحسكة).

وبينما قالت مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة بأن 15 ألفاً من السوريين لجأوا إلى أرمينيا منذ اندلاع الحرب حتى آب 2015، قدر زكي عدد من استقبلته أرمينيا منذ هذا التاريخ إلى الآن بنحو ألفي مهجّر على خلفية الأحداث التي شهدتها هذه الفترة بتواصل استهداف تجمعات سكنهم وانسداد أفق الحل السياسي على الرغم من الجهود الدولية التي تبذل على هذا الصعيد في مؤتمرات جنيف وفيينا.

وشدد زكي على أن دافع الهجرة الوحيد للسوريين الأرمن هو التمتع بالأمان وأن الدوافع الاقتصادية، على الرغم من أهميتها، لم تلعب دوراً في تهجيرهم من سورية خلال فترة الحرب التي لا تزال دائرة بعدما غادر البلاد نحو 200 ألف من السوريين الأرمن خلال فترات متعاقبة منذ عشرينات القرن الماضي وحتى مطلع الألفية الجديدة ولأسباب البحث عن الرزق مع أنهم لا زالوا مسجلين في سجلات القيود المدنية السورية الرسمية لغاية الآن.

وأشار رئيس مجلس الأعمال السوري الأرميني إلى أن العاصمة يرفان تستقطب القسط الأوفر من السوريين المهجرين إلى أرمينيا نتيجة لتوافر فرص العمل وبدخول مقبولة فيها عدا عن سعي بلديتها لتأمين مساكن لهم عبر مشروع سكني جديد جرى تأمين الأرض اللازمة له وبأقساط ميسرة وتوافر المدارس التي تدرس المنهاج الرسمي السوري على الرغم من الضائقة الاقتصادية التي تعيشها أرمينيا، ونوه إلى جهود حثيثة يبذلها المجلس من خلال زيارات رئيسه المتكررة إلى يرفان لتحسين ظروف عيش هؤلاء والوقوف على معاناتهم والعقبات التي تعترض إقامتهم بهدف تذليلها مع المسؤولين الأرمن الذين يبدون كل التجاوب من دون تذمر أو تردد لأن السوريين الأرمن حاملين للجنسية الأرمنية ولهم ما لهم وعليهم ما عليهم من حقوق وواجبات أسوة بباقي السكان الأرمن.

وأضاف: “فيما توزع المهجرون من السوريين الأرمن على البلاد التي تحوي جاليات أرمنية كبيرة وفاعلة مثل فرنسا والولايات المتحدة إلا أن لبنان الشقيق استوعب الجزء الأكبر من مهجريهم لقربه وعلاقته الطيبة مع الأرمن بالإضافة إلى وجود أقارب وأصدقاء للمهجرين فيه وترددهم إليه على الدوام في أوقات الرخاء وتشريعه حوافز لرجال الأعمال بغية الإفادة من رؤوس أموالهم في استثمارات لم تر ولن ترى طريقها إلى النور لأن غالبية الأرمن يقيمون بصفة مؤقتة خارج سورية ويرغبون بالعودة إليها عندما تضع الحرب أوزارها أو حتى بتحسن الظرف الأمني في مناطق سكنهم لأنهم لا يبغون بديلاً عنها مهما كانت المغريات والتحديات”.

ولفت ليون زكي إلى أن ارتفاع نسبة المهجرين من السوريين الأرمن إلى الثلثين مرده إلى تعمد استهداف مناطق سكنهم واحتلال بعضها من “جبهة النصرة” كما في كسب التي كانت تضم أعداد كبيرة منهم لم تتحسن ظروفها بعد لتسهيل عودتهم بشكل دائم “على حين بلغت نسبة المسيحيين الذين غادروا سورية منذ بداية الحرب حتى مطلع حزيران الجاري حوالي 55 بالمئة فقط، بحسب تقديرات وزارة الخارجية الروسية التي رأت أن تعدادهم الآن 1.2 مليون نسمة انخفض من 2.2 مليون نسمة قبل انطلاق شرارة الاقتتال، ومرد ذلك إلى أنهم يتوزعون في المناطق الآمنة أكثر من توزع السوريين الأرمن الذين يقطن القسم الأكبر منهم في المناطق الساخنة ولاسيما حلب التي كانت تضم نصف السوريين من أصل أرمني دفعت الحرب الجزء الأكبر منهم للهجرة أو اللجوء إلى مناطق أكثر أمناً ومنها الساحل السوري ودمشق والأحياء المجاورة لحي الميدان، معقل سكنهم الرئيسي بحلب والذي أصبح أثراً بعد عين، مثل العزيزية والسليمانية التي تعاني هي الأخرى الأمرّين من قصفها بالقذائف المتفجرة”.

وجدد زكي تأكيده بأن السوريين الأرمن المهجرين في أصقاع الأرض على موعد دائم ومتجدد بالعودة إلى وطنهم سورية في انتظار بصيص أمل بوقف الاقتتال وحقن الدماء فيه، وأنهم سيعيدون بناءه وسيساهمون في نهضته من جديد كعهدهم به منذ استيطانه في 1915 إثر الإبادة الأرمنية على يد الأتراك العثمانيين والتي أودت بمليون ونصف المليون من الأرمن.

scroll to top